التسميات

الجمعة، 21 يونيو 2013

كان يمكن أن يتجنب معمر سخط الشعب الليبي... لو....

رأيت كم يقوم الناس بتكريم موتاهم.. وبالنسبة لقادة الدول ورؤسائها فإن التكريم يكون دائما إذا ما أدى ذلك الرئيس أو القائد دورا فاعلا في سبيل تحقيق التقدم والأمن والطمئنينة لبلاده.. جنازة الشاذلي بن جديد وقبله بن بله ورجال كثر حول العالم كانت جميعها ترينا كيف تقدر الشعوب أعمال قادتها الخيرة. سألت نفسي : إذا كان معمر القذافي كان يرى نفسه رجلا وطنيا غيورا على مصلحة شعبه لدرجة أن شعارات انقلابه كانت حرية واشتراكية ووحدة.. صدقناه في البداية.. فلماذا نكث بوعده لليبيين بتحقيق السعادة والتقدم. لماذا جنى على أربعة أجيال سوف لا تقوم لهم قائمة على المدى القريب؟. لماذا دمر الأخلاق وسد أبواب الرزق عن الشعب الليبي.. اللهم استثناءه لأقاربه والمقربين إليه.. أما كان أحسن وأشرف له لو أنه عمل الواجب تجاه البلاد التي ولد ونشأ فيها ليوصلها إلى مصاف الدول المتقدمة؟! لقد كانت ليبيا تملك من المقدرات المالية والبشرية ما كان سيساعد على بناء دولة عصرية متحضرة.. لقد جاء القذافي إلى الحكم عندما كان تدفق النفط في بدايته.. ما حققته ليبيا قبل انقلابه بميزانيتها الزهيدة .. وبالرغم من وجود بعض اللصوص في الحكومات السابقة.. كان نسبيا أكبر بكثير مما حققه نظامه في 42 عاما من الحكم التعسفي الذي شل البلاد وأدمغة العباد. هل تعلموا أن عدد سكان ليبيا سنة 1967 كان لا يتجاوز المليونين نسمة ؟ ومع ذلك كان عدد طلاب الجامعات وتلاميذ المدارس قد وصل إلى أكثر من 700000 .. كانت تلك نسبة كبيرة.. وكان أولئك هم المتعلمين الذين رفضوا نظامه فحاربهم وصفى منهم الكثير.. كما أن منهم من اتمد عليهم في البداية لإدارة الدولة. تصورا 700000 من أصل 2 مليون نسمة مع تعليم راق ومنهج دسم. خريجي جامعات القذافي كانت لا تخرج.. بل تفرخ خريجين أكثرهم غير قادرين على كتابة موضوع إنشاء بسيط أو تعبئة طلب استخدام بدون أخطاء إملائية أو لغوية. التجهيل كان منهجه.. أما كان الشعب الليبي سيدعوا له بطول العمر لو أنه ركز جهوده على النهوض بالوطن.. وتعليم الناس وبناء المصانع الناجحة والمشاريع التي تعود على البلاد والعباد بالخير.. ما كان الشعب الليبي المسالم بطبيعته سيسعى إلى محاربته وطلب تخليه عن الحكم . بل كان الناس على استعداد لتأييده والدعاء له بطول العمر .. وأنا أولهم.. لأنه لا يوجد شخص عاقل يكره الاستقرار والسلام والأمن والرفاهية.. وبما أن الموت حق على الجميع فإنه كان سيموت على أية حال.. إذا لكان الناس في ليبيا سيحزنوا حزنا كبيراً لمماته ولكانوا كرموه و أقاموا له أعظم الجنائز على الإطلاق ليحضرها قادة العالم .. بدلا من أن يموت فطيس .. موتة أفظع من ميتة الكلاب، وبالطريقة المخزية التي قتل فيها تلفه شماتة الناس في كل مكان داخل وخارج ليبيا يصحبه تاريخه المليء بالفسق والدجل والقتل والإجرام ليس في حق الليبيين فقط ولكن في حق كل من قال له لا..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق