خيال نابع من الواقع... ليته يتحقق
تخيل أنك تقود سيارة بدون لوحات .. مدرعة من
جميع الجهات..نوافذها صغيرة و زجاجها معتم.. مجهزة إليكرونيا بحيث تتيح لك رؤية
الأشياء خارجها وتحت أية ضروف و في الظلام.. لباسك يشبه لباس الرجل الوطواط أو
الرجل الشبح وأمامك أزرار و مفاتيخ تشغل أجهزة معقدة بداخلها تتعامل مع ما ومن
خارجها برصاص من عيار 9 إلى 106 مم وتطلق
صواريخ قصيرة المدى ولكنها فعالة في محيط 1 م مربع. تخيل أنك تتبع جهة رسمية تخضع للقانون ومهمتها ردع الخارجين عن قوانين المرور والسير
على الطرقات وقوانين الأخلاق. تصور أنه لديك مطلق الحرية للتعامل مع البشر الذين
يقودون المركبات الآلية والدراجات النارية كل حسب تصرفه. عليك التعامل مع من
يجتازون الضوء الأحمر ومن يزاحمون الآخرين في جزر الدوران غير عابئين بحقوق
الآخرين في المرور ويقومون بغلق الجزيرة تماما إلى درجة السكون التام..ومع الذين
يدخلون الشوارع الممنوعة و ذات الاتجاه الواحد.. ومع من يركنون مركباتهم في أي مكان
يساعد على تعطيل حركة السير ومع من يتجاوز السرعة المحددة ومن يجتاز في الأماكن
الخطرة وخلال زحمة المرور.. وكذلك من يقوم برمي القاذورات وأوراق الكلينكس وعلب
وزجاجات المشروبات وعلب السجائر الفارغة
وأكياس السندوتشات من نوافذ سيارتهم على الطرق وفي الشوارع داخل وخارج المدن.. ومن
يتحدث على هاتفه النقال أثناء القيادة، وبالذات في زحمة المرور .. وطبعا لا ننسي
الذين يتكرر وقوفهم في الشارع لتقديم
خدمات النقل المجاني للسيدات والآنسات ومعاكستهن.. تخيل أنك وكلت بالتعامل مع كل
أولئك البشر الذين لم تجدِ معهم القوانين
والتنبيهات وإصدار المخالفات ومحاكمات
المرور ( لمن ليس له واسطة طبعا ).. ماذا تعتقد بأنه سيحدث . تذكر بأنك محمي
بواسطة القانون والجهات الرسمية لتأديب من لم تؤدبه النصائح والقوانين والتعامل معهم
كأعداء للإنسانية والمدنية ومستهزئين بالقيم الأخلاقية والنظافة .. لك الحق في
استخدام كافة الوسائل المتاحة لك وإمكانيات السيارة التي تقودها .. بشرط أن تكون أنت
نفسك من الملتزمين بالقوانين والأخلاق وبروح الرجل الوطواط أو الرجل الشبح..... وفقك
الله.
الدكتور فتحي
أبو القاسم الغماري
يلت الخيال يصبح حقيقة يادكتور دائماً متالق
ردحذف