التسميات

الأربعاء، 5 يونيو 2013

رأي سياسي

ابني جسرا من الأمل فوق نهر من اليأس

أقولها من قلبي.. أفتخر بجميع أصدقائي وصديقاتي على صفحتي المتواضعة.. والذين يزيد عددهم عن الألف.. وأتمنى أن يستمر في الزيادة. لم يستعمل أي منهم أو منهن أية ألفاظ خارجة عن الأدب وتتسم تعليقاتهم بالتفهم والموضوعية. أعلم أن من بينهم المتعلمين والمثقفين بمستوياتهم المختلفة وبتنوع اتجاهاتهم وأرائهم السياسية والاجتماعية .. وأعلم بأن من بينهم من يشاطرنا الرأي ومن يختلف عنا في بعض الأمور.. من بينهم الوطنيون وثوار 17 فبراير الذين لم يستشهدوا وأشباه الثوار والمتسلقون وربما أيضاً بعض الطحالب الفخورين بآرائهم الخضراء والذين لا يزالون يفتخرون بإنجازات القائد الملهم التي لم تظهر إلى حيز الوجود.. أحترم الجميع.. أطباء ، مهندسين ،أدباء ، شعراء، عسكريين، شرطة، موظفين، عاطلين عن العمل، طلبة وطالبات و حتى تلاميذ المدارس. أحترم الجميع و أتمنى أن تكون صفحتي هذه ملتقاً لجميع هذه الفئات المكونة لهذا المجتمع الليبي الفريد.. المجتمع الذي قد تضم الأسرة الواحدة فيه عدة أشخاص متباينين في ميولهم السياسية والاجتماعية.. هل يجب أن يؤدي ذلك إلى تفكك هذه الأسرة؟!! إذا كانت الإجابة بلا، فهذا يعني أن ليبيا لا يجب أن تتفكك لمجرد وجود ميول سياسية واجتماعية مختلفة، يجب على أفراد المجتمع التعايش مع هذا الواقع. لا يوجد مجتمع في العالم تتوحد فيه الآراء بين كل أفراد الشعب. ولكن يجب أن يكون هناك استعدادً لدي الجميع لتقبل هذه الحقيقة والتعايش معها. قد يسكن في نفس الحي.. بل في نفس الشارع اشخاص ينتمون إلى عدة عقائد سياسية أو دينية . قد يكون هناك الإسلامي المعتدل و الآخر المتطرف والأكثر تطرفا، والشيعي والسني والشيوعي و العلماني المعتدل والمتعصب تعصباً أعمي ضد الدين.. ليست هناك أغلبية إلا الأغلبية المسلمة.. لا يحق لأحد فرض رأيه على الآخرين بالقوة..الحوار و المناظرة كفيلة بتقريب وجهات النظر. نحن نشعر بأن الجميع يسعي لصالح الوطن ، وكل واحد ينظر إلى الأمور من زاويته ومنظاره الخاصين.. قد يكون منظاره يتم تحريكه بإيدي خفية وقد لا يكون.. بالحوار والمناقشة قد تحل أغلب المشاكل إذا ما وضعنا مصلحة الوطن في مقدمة الأولويات. أنا لا أنتمي إلى أي حزب سياسي أو ديني ، ولكن في الغالب تتشابه أراؤنا حول بعض القضايا بغض النظر عن توجهات الأحزاب السياسية.. وأنا مستعد دائما للحوارمع جميع التيارات السياسية والدينية لكي نصل إلى الحلول بالإقناع لا بالسلاح والاعتصامات و تعطيل مسيرة البلاد التي بالكاد بدأت خطواتها الأولى . تحررت ليبيا من نظامٍ قمعيٍ لم يشهد له التاريخ العربي والإسلامي مثيلاً من قبل، وحكم البلاد رجل مريض نفسياً وجنسياً و منحط أخلاقيا منزوع الإنسانية تجاه شعبه فدمر البلاد والعباد.. كانت بالطبع تسانده طغمة فاسدة من أبناء عمومته ومريديه الوثنيين الشواذ عن المجتمع الليبي ( الطيب في الأصل ).. واضطر للتعامل معه بعض المؤمنون بنظرياته الخضراء الغريبة المدمرة للمجتمع والنظام. تسابقوا وتسارعوا و تفننوا في سرقة ثروات الشعب الليبي .أقول إلى كل هؤلاء:: يكفي ما فعلتم بهذا الوطن.. بليبيا.. ويجب عليكم أن تستحوا من التاريخ والإنسانية الذين يرون الوضع المتدني الذي وصلت إليه البلاد نتيجة لسياستكم وأعمالكم المشينة وتصرفاتكم الإجرامية.
ــ الخونة الذين سجنوا وقتلوا وعذبوا الأبرياء وسرقوا قوت الشعب الليبي مكانهم في السجون ، لا في فنادق السبعة نجوم والقصور في بلاد العالم.. ومصيرهم تحدده المحاكم العادلة والقانون.
ــ المتسلقون المتواجدون في الدوائر الحكومية في الوظائف العامة ومؤسسات الدولة عليهم أن يستحوا أيضاً وليكتفوا بما فعلوا من مخالفات للضمائر في سبيل حطام الدنيا.. أسألهم :هل أنتم فخورون بما وصلت إليه حالة البلاد بعد 42 سنة ؟ اتركوا المجال لأشخاص آخرين لديهم الرغبة والقدرة على بناء ليبيا الجديدة .. خذوا راحة من العمل العام لعدة سنوات تقيمون فيها أنفسكم واستعدوا لمراحل قادمة.. عيشوا معنا كلوا واشربوا في سلام بالأموال التي سلبتمونا أياها بتواطئكم مع نظام فاشل فاسد للنخاع.. ولكن دعونا نمضي بالبلاد إلى الأمام.
ــ إلى الوطنيين الغيورين على ليبيا أقول: لنحترم دماء الشهداء التي سالت في كل شبر من أرضنا لكي تروي شجرة الحرية التي نريد العيش في ظلها .. نبني، ونربي أجيال المستقبل على حب الوطن والإخلاص له واحترام ذاتنا عن طريق احترام الآخرين .. لنمسك المعاول ولنبدأ مسيرة البناء.. لنسامح من يستحق المسامحة ولنعفوا عند المقدرة عمن تاب واعترف بخطئه والراغب في التكفير عن ذنبه .. ليضع يده في أيدينا .. لنبني بلدنا الطيب بعد أن ننصف كل مظلوم.. اللهم فاشهد فإني قد بلغت.. وما التوفيق إلا بالله العلي العظيم

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق