التسميات

الخميس، 6 يونيو 2013

معلومات طبية




                             ما هو مرض داون (( متلازمة داون ))

بقلم الدكتور فتحي أبو القاسم الغماري


    هذا المرض يسببه تشوه في الكروموزوم رقم 21. يوجد في الإنسان عدد 23 كروموزوم أعطيت لها أرقام، وكل كروموزوم يختلف عن الآخر ويحمل الجينات المسئولة عن الصفات الوراثيه للإنسان . يوجد في كل إنسان زوج من الكروموزومات أحدهما من الأب والآخر من الأم .أما في أطفال متلازمة داون والتي كانت تعرف في الماضي بالمنغولية بسبب السمات الظاهرة على وجوه الأطفال فيوجد ثلاث كروموزومات 21 في كل نواة من أنوية خلايا الجسم.. وهذا هو السبب في وجود صفات لديهم لا توجد في الأطفال العاديين.. وهي عبارة عن تشوهات متعددة في أعضاء مختلفة في الجسم قد تصيب بالدرجة الأولى القلب . كما يكون الذكاء لديهم محدودا.. غير أن ذلك لا يمنعهم من العيش حياة طبيعية قدر الإمكان.  وفي حالة عدم وجود تشوهات معقدة وخطيرة في القلب فإنهم يمارسون حياتهم ويمكنهم العيش حتى 40 إلى 45 سنة.

أمراض القلب التي تظهر في أطفال متلازمة داون:

ــ  فتحة مابين البطينين (( البطين الأيمن والبطين الأيسر )).

ــ  فتحة مابين الأذينين .

ــ  ضيق الصمام أو الشريان الرئوي .

ــ رباعي فالوت.. وهو عبارة عن فتحة مابين البطينين في وجود ضيق الشريان الرئوي وتضخم الحاجز الفاصل بين البطينين مع وجود الأورطى فوق الفتحة مباشرة .

ــ  وجود وصلة مابين الشريان الأورطي ( الأبهر ) والشريان الرئوي .

ــ  ضيق أو اختناق شريان الأورطى .

ــ  انعكاس وضع الشرايين الرئيسية الخارجة من القلب .

في القلب العادي لايختلط الدم المؤكسج مع الدم الغير مؤكسج نظرا لوجود حاجز فاصل مابين الجهتين اليمنى و اليسرى للقلب ، كما أن جريان الدم يتم بانسياب من حجيرة إلى حجيرة من حجيرات القلب ومن الحجيرات إلى الشريانين الرئيسيين بدون إعاقة .
ولكن نظرا لوجود التشوهات المذكورة يضطرب هذا الانسياب ويختلط الدم بين الجهتين اليمنى واليسرى، وقد ينتقل جزء من الدم من الجهة اليسرى إلى الجهة اليمنى وبالعكس وفي حالة انتقاله من الجهة اليمنى إلى الجهة اليسرى فإنه يؤدي إلى ظهور زرقه في الشفاه والعيون وتحت الأظافر بسبب نقص كمية الأكسجين المحمولة في الدم . كما أن هذه التشوهات تؤدي إلى إجهاد القلب الذي لا يعمل في ظروف عادية فتحدث تغيرات تؤدي إلى ضعف عضلة القلب أو اضطراب ضرباته .

الأعراض المرضية :

1 ــ   قد لا يكون هناك أي أعراض على الإطلاق إذا كانت الإصابات بسيطة ولم تؤدي إلى إجهاد القلب مثل ضيق بسيط في الصمام الرئوي أو فتحه صغيرة مابين البطينين أو الأذينين لا تسمح بمرور كميات كبيرة من الدم من جهة إلى أخرى.
 
2 ــ  قد تظهر على الأطفال أعراض الإجهاد بعد عدة سنوات من الولادة وتكون في شكل إرهاق وضيق التنفس (( الدهشة )) أو زيادة سرعة أو اضطراب ضربات القلب .  

3 ــ  يمكن أن تظهر الأعراض المرضية في سن مبكرة أو حتى بعد الولادة مباشرة وقد تكون مصحوبة بزرقه تختلف حدتها حسب شدة المرض وتعقيده.




4 ــ  قد تكون الأعراض شديدة منذ الولادة مما يضطر الطبيب إلى التدخل الجراحي السريع لإنقاذ الطفل المريض .

ولذا وجب على أولياء أمور أطفال متلازمة داون الانتباه إلى الأعراض المرضية المذكورة مع إبلاغ الطبيب الذي يتابع هؤلاء الأطفال أولا بأول عن أي تغيير يطرأ على حالتهم . و ما يمكن  أن يحدث لهؤلاء الأطفال يعتمد على الآتي :

1ــ  سرعة تشخيص التشوهات القلبية بعد الولادة مباشرة . وهذه المهمة تقع على عاتق طبيب الأطفال الذي يحب أن يجرى الكشف عليهم بعد الولادة مباشرة ، كما يجب تحويل جميع أطفال متلازمة داون إلى طبيب القلب للتأكد من وجود التشوهات قلبية من عدمها حتي في عدم وجود أعراض. ويستعمل في تشخيص التشوهات القلبية تقنيات طبية مثل الكشف بجهاز الموجات الصوتية عالية التردد ( الإيكوا أو الصدى ) بالإضافة إلى أشعة الصدر وتخطيط القلب الكهربائي  

2 ــ  نوعية التشوهات القلبية ومقدار إصابة الصمامات والشرايين الرئيسية فكلما اجتمعت مجموعة من التشوهات كانت الحالة حرجة.

3 ــ  وجود مضاعفات تمنع الجراحة مثل ظهور ارتفاع شديد في الضغط الرئوي .
4 ــ  مدى تعاون أولياء الأمور مع الطبيب المتابع للحالة واهتمامهم بأطفالهم.
 المهم هو معرفة أن أطفال متلازمة داون لم يختاروا أن يكونوا كذلك ولكن هذا هو قدرهم ويجب قبولهم من الجميع من أولياء أمور وأطباء ومسئولين بالدولة . يجب تسخير الإمكانيات في جراحة القلب حتى يتسنى إنقاذ حياة المئات منهم ومساعداتهم في العيش حياة سعيدة كما يجب إنشاء مدارس خاصة تؤهلهم لكي يكونوا جزءا من هذا المجتمع الذي يعيشون فيه .




















استرواح الصدر

بقلم الدكتور فتحي الغماري

   نسمع كثيرا عن استرواح الصدر.. وهناك الكثير ممن يعرفون معناه ولكن الغالبية العظمى يسألون عن ماهيته.
   هو عبارة عن تجمع الهواء في تجويف القفص الصدري.. أي في الفراغ البلوري الذي يحيط بالرئتين. هذا الفراغ في العادة لا يحتوي على هواء أو أية غازات، وإنما هو عبارة عن طبقة رقيقة جداً تحتوي على سائل لزج يعمل على تسهيل حركة الرئتين أثناء عملية التنفس، فلا يحدث احتكاك بينها وبين جدار الصدر من الداخل. ولكن قد يحدث أن يتجمع الهواء في هذا الفراغ البلوري.. كما قد تكون كمية الهواء كبيرة مؤدية إلى انكماش الرئة كلية أو جزئيا. وتواجد الهواء في هذا الفراغ قد يكون لأحد الأسباب التالية:

1 ــ انفجار حويصلة رئوية أو كيس هوائي على سطح الرئة ويتكون إما بسبب تشوه خلقي .. وهذا يظهر في الشباب وسن العشرينات في العادة.. أو بسبب انتفاخ الرئتين المزمن لأسباب كثيرة منها التهابات الرئتين المزمنة إما بسبب العدوى البكتيرية أو التدرن الرئوي أو بسبب التدخين.

2 ــ الإصابات بأنواعها مثل الطعن بآلة حادة أو الحوادث المختلفة أو الجروح بواسطة طلقة نارية.

3 ــ أورام سرطانية تؤدي إلى فتح الشعب الهوائية واندفاع الهواء خارج الرئة.

4 ــ قد يحدث تجمع الهواء إثر محاولة غرز إبرة من قبل الطبيب في الوريد الودجي أو الوريد تحت الترقوة أثناء معالجة مريض بالعناية الفائقة أو استعدادا لعملية جراحية كبرى.. وهذا إجراء روتيني ولكن يتطلب الحذر من الطبيب.

   ويؤدي الاسترواح إلى ظهور أعراض قد تكون بسيطة وقد تكون شديدة حسب كمية الهواء الموجودة في التجويف الصدري ومقدار انكماش الرئة. كما أن هناك نوع من الاسترواح يكون فيه الوضع خطير جدا بسبب تزايد ضغط الهواء داخل التجويف الصدري مع كل حركة تنفس. وهذا النوع يؤدي إلى الوفاة خلال دقائق إذا لم يعالج فوراً. أما أعراض الاسترواح بصفة عامة فهي كالآتي:

ــ آلام بالصدر قد تبدأ في شكل وخز شديد.

ــ ضيق التنس والشعور بالاختناق.

ــ الشعور بالخوف الشديد.

ــ زيادة سرعة ضربات القلب.

ــ شحوب الوجه مع ظهور زرقة بالشفتين نتيجة نقص الأكسجين في الدم.

ــ يؤدي الاسترواح الخطير الذي يزيد فيه ضغط الهواء باطراد مع كل حركة تنفس إلى توقف القلب وحدوث الوفاة.

   بعد تشخيص الحالة من قبل الطبيب عن طريق الفحص بالسماعة الطبية وأشعة الصدر يتم إدخال أبوب بلاستيكي عن طريق فتحة تفتح في جدار الصدر تحت التخدير الموضعي، ويوصل هذا الأنبوب بزجاجة تحتوي على سائل معقم ( سالينا ) وبطريقة خاصة تسمح بمرور الهواء من خلال السائل إلى الزجاجة أثناء الشهيق ولا تسمح برجوعه إلى الصدر أثناء الزفير.. فيتم بذلك تفريغ الصدر من الهواء بعد وقت قد يطول أو يقصر. في الحالات البسيطة يتم التخلص من الهواء خلال دقائق أو ساعات فقط ، تختفي بعدها الأعراض المذكورة أعلاه نهائياً. وفي حالة عدم تحسن الحالة يقوم الطبيب بالبحث عن السبب الذي قد يحتاج لتدخل جراحي.




















الغارغارينا

بقلم الدكتور فتحي أبو القاسم الغماري

الغارغارينا هي موت نسيج من الأنسجة في الحسم الحي.. مثل غارغارينا الأطراف أو غارغارينا الأمعاء على سبيل المثال، وتحدث الغارغارينا لعدة أسباب وهي أنواع متعددة:

1 ــ  الغارغارينا التي تحدث نتيجة انسداد الشرايين كلية:
     إما بطريقة مفاجئة يتأخر تسريحه لعدة ساعات أو أيام من حدوثه، وإما يحدث بطريقة بطيئة على مدى عدة أسابيع أو شهور. وتكون النتيجة نقص الأكسجين المحمول إلى خلايا العضو المصاب مما يؤدي إلى موتها. كما أن عدم وجود الأكسجين يساعد على نمو البكتيريا اللاهوائية.. أي تلك التي يمكنها أن تعيش بدون هواء أو أكسجين. ومن الأسباب الرئيسية لحدوث هذا الانسداد تصلب الشرايين الطرفية بسبب وجود عوامل مثل ارتفاع تركيز الكوليسترول في الدم وبالذات ما يسمى الكوليسترول الخبيث مع هبوط تركيز الكوليسترول الحميد وارتفاع نسبة الدهون الأخرى، وكذلك التدخين بأنواعه وارتفاع ضغط الدم الشرياني وأمراض السكري والنقرس، أو نتيجة لوجود ما يسمى الصمة ( جلطة متحركة ) قادمة من مكان بعيد من الجسم.. مثل القلب أو شريان الأورطى. ويتحول لون الجلد في الأطراف المصابة إلى اللون الداكن ثم الأسود مع احتمال تجمع صديد وسوائل لها رائحة كريهة تتسرب من القروح التي قد تحدث في الجلد.. وتسمى هذه ( الغارغارينا المبللة ). ولكن قد تكون الغارغارينا جافة ولا يصحبها تكون سوائل أو صديد في حالة عدم وجود عدوى بكتيرية أو فطرية.




2 ــ  الغارغارينا التي تحدث نتيجة انسداد الأوردة الرئيسية:
    وهو نادر الحدوث في الأطراف ولكنه أكثر شيوعا في حالة الأمعاء.. حيث يؤدي التواء الأمعاء في أحد أكياس الفتوق ( جمع فتق أو ما يسمى بعج ) التي تحدث في جدار البطن أو الحضن إلى انسداد الأوردة مما يؤدي إلى انتفاخها بسبب احتقان الدم الوارد من الشرايين وهذا يؤدي بالتالي إلى نقص الأكسجين ثم إلى موت الخلايا والتعفن.

3 ــ  الغارغارينا السكرية:
    وهي الأكثر شيوعا في بلادنا، وتحدث لدى المرضي الذين يعانون من داء السكري المزمن الذي لا تتم السيطرة عليه، وسببها هو انسداد الشرايين الصغيرة والشعيرات الدموية في القدمين وأسفل الأرجل مع وجود خلل شديد في وظائف الأعصاب الحسية فيفقد المريض حاسة الحساس بالألم ولا يتفاعل مع أية إصابات بالقدمين مثل الجروح ووخز الإبر والمسامير وغيرها ..فتحدث الإصابة ولا يلتفت إليها المريض. وتغزو البكتيريا و الفطريات مكان الإصابة وتنمو باطراد فتتكون قرح وينتج صديد يتغلغل داخل الأنسجة فيصعب العلاج.. وقد يؤدي هذا الالتهاب إلى انتشار البكتيريا في الدم مسببا تسمما وفشل كلوي.

4 ــ  الغارغارينا الغازية:
    ويسببها نوع معين من البكتيريا التي تتواجد بكثرة في التراب والطين. وهي عادة تصيب الجروح التي يتم تلوثها بالطين وخاصة في الحروب والحوادث. البكتيريا الغازية تنتج غازات تتجمع داخل أنسجة العضو المصاب تؤدي إلى موت الخلايا نتيجة لانسداد الشرايين ونقص الأكسجين.

ونظرا لأن نتائج الغارغارينا وخيمة.. أبسطها بترا لأطراف.. فيجب على الإنسان المحافظة على نفسه قدر الإمكان، لأن الوقاية خير من العلاج. ويمكن تفادي أو التقليل من فرص حدوث تصلب الشرايين بالابتعاد عن التدخين نهائيا سواء السلبي أو الايجابي، وضبط ضغط الدم الشرياني ونسبة الكوليسترول والدهون في الدم بإتباع نظام حمية مناسب مع تناول الأدوية التي يصفها الطبيب المعالج بدون إهمال، ومزاولة النشاط الرياضي المناسب لكل مريض باستمرار. كما يجب على المريض إبلاغ الطبيب عن أي تغيرات قد تحدث في الأطراف من تغير في اللون أو الحرارة أو ظهور تقرحات واحمرار أو خروج مادة صديدية أو سوائل أخرى من الجلد. كما يجب تنظيف الجروح الملوثة بالطين بالذات تنظيفا جيدا مع تناول المضادات الحيوية التي يصفها الطبيب منذ البداية لمنع حدوث الغارغارينا الغازية.

العلاج:

إذا كانت الحالة في بدايتها مع ظهور الغارغارينا في أطراف الأصابع مثلا ، فيمكن عن طريق التدخل الجراحي في الوقت المناسب إيقاف انتشارها في العضو المصاب. ويقوم الطبيب الإختصاصي بالكشف على المريض وتحسس النبض الشرياني والتحقق من وجوده من عدمه ثم أجراء فحص بالموجات الصوتية عالية التردد ( الصدى ) لتحديد حجم تصلب الشرايين والأماكن الضيقة فيها ثم إجراء صور ملونة بالصبغة أو بالرنين المغناطيسي، كما هو سائد الآن لسهولته وعدم تعريض المرضى والعاملين للإشعاع. يحدد الطبيب بعد ذلك نوع العملية الجراحية الواجب إجراؤها والتي قد تكون توسيع الشرايين أو وضع وصلات جديدة إما باستعمال أوردة المريض نفسه المأخوذة من الرجل .. وهي الأحسن.. أو بزرع أوعية من نسيج صناعي تقوم بتوصيل الدم إلى العضو المصاب. ثم يتم  بتر الأصابع المصابة بالغارغارينا . وقد يضطر الجراح إلى استئصال القدم أو بتر الرجل تحت أو فوق الركبة حسب الإصابة.. وإذا أتضح بأن النسيج قد مات ولا يمكن إعادته للحياة حتى في وجود شرايين صناعية فعالة.
بعد نجاح العملية الجراحية يتوقف ما يحدث بعد ذلك على المريض الذي يجب أن يحافظ على نفسه بإتباع التعليمات التي سبق ذكرها حتى لا تنغلق الشرايين المزروعة أو تصاب الشرايين الأخرى بالتصلب والانسداد.
يجب معرفة أن تصلب الشرايين مرض مزمن ولا يزول بإجراء العملية الجراحية.. وإنما العمليات والعلاج الدوائي الغرض منها توفير الدم للأعضاء المفتقرة إليه ولا يوجد أي إجراء يضمن فتحها بالكامل أو الإبقاء عليها مفتوحة إذا ما أخل المريض بالتعليمات الخاصة بالوقاية والمحافظة.
ولذا .. فإن الوقاية خير من العلاج.














خفقان القلب

بقلم الدكتور فتحي أبو القاسم الغماري

عندما يشكو الإنسان من خفقان القلب فهو في العادة يشكو من سماع دقات القلب أو الإحساس بها... قد يشكو من زيادة سرعتها أو شدة ضرباتها. والإنسان في العادة لا يشعر بدقات قلبه ولا يسمعها، وتبلغ في المتوسط 70 دقة في الدقيقة تكون منتظمة في معظم الأحيان.. ولكن تزيد سرعة دقات القلب عند بذل المجهودات العضلية أو في حالات الهلع وهذا يعتبر طبيعي. وكذلك قد تزيد سرعة النبض أو تنقص عند الشهيق أو الزفير العميق وهذا أيضا يعتبر في حدود الطبيعي معظم الأحيان. غير أن هناك عدة أنواع من اضطرابات دقات القلب قد تكون بسيطة للغاية ولا تشكل خطورة على الحياة.. وقد تكون من النوع الذي يهدد حياة الإنسان أو على الأقل يحد من قدرته على الحياة حياة طبيعية. ونسرد الآن بعض التفاصيل عن طبيعة وأسباب اضطراب ضربات القلب:

1 ـــ  ضربات زائدة مصدرها الأذين.. وقد تكون على شكل:
   
 ـــ  ضربة أو ضربتين في الدقيقة ليس لها أي تأثير إكلينيكي على المريض ولا تشكل خطرا على حياته ولا تحتاج إلى علاج.
  
 ـــ  ضربات منتظمة وسريعة متلاحقة تصل في بعض الأحيان إلى أكثر من 170 ضربة في الدقيقة.. يشعر معها المريض ببعض الأعراض منها الشعور بالخوف ووخز أو آلام بالصدر تصبح شديدة في بعض الأحيان..خاصة في المرضى الذين يعانون أصلا من أمراض القلب مثل تصلب الشرايين التاجية، أو الدهشة ( ضيق التنفس ) عند مرضى صمامات القلب.

 ـــ  ضربات سريعة غير منتظمة في حالات الرعشة ( الرفرفة ) الأذينية التي قد تصل أيضا إلى أكثر من 200 ضربة في الدقيقة مسببة انخفاض في عمل القلب يصل إلى 30% . وعند ظهور هذا النوع من اضطراب لأول مرة يشع به المريض ويشكو من ضيق الصدر والدهشة وأحيانا آلام بالصدر.

ومن أسباب اضطرابات النبض الأذينية ما يلي:

ـــ خلل بصمامات القلب وبالذات الصمام المترالي ، سواء كانت بسبب روماتزم القلب أو بسبب تشوهات خلقية.
ـــ تصلب الشرايين التاجية.
ـــ اضطراب كهربية القلب.
ـــ نقص عنصر البوتاسيوم في الدم.
ـــ زيادة نشاط الغدة الدرقية.

2 ـــ  ضربات زائدة مصدرها البطين:

أبسطها تظهر في شكل ضربات زائدة قليلة العدد لا مفعول لها على الإطلاق.. ويتم اكتشافها أحيانا في تخطيط القلب الكهربائي بالصدفة. وهذا النوع لا يحتاج لعلاج إذا لم يتجاوز عدد الضربات الزائدة 10 ضربات في الدقيقة. وقد يزداد عدد الضربات بحيث يشعر المريض بهذه الزيادة ويشكو منها وكذلك بسبب الشعور بعدم الراحة وضيق الصدر والخوف. ومن أسبابها زيادة نشاط الغدة الدرقية وتصلب الشرايين وتضخم عضلة البطين الأيسر لأسباب منها ارتفاع ضغط الدم الشرياني أو نتيجة لتجمع سوائل تحت غشاء التامور المحيط بالقلب الذي قد يحدث لعدة أسباب منها التهاب التامور على سبيل المثال وقد تكون دلالة على نقص الأكسجين أو التسمم في بعض الحالات المرضية.

ما يجب على المريض فعله عند ظهور الخفقان؟
ـــ  من الواجب زيارة الطبيب الإختصاصي في أقرب فرصة حتى يقوم بفحص المريض وعمل تخطيط القلب الكهربائي وأشعة للصدر مع طلب التحاليل الطبية اللازمة. ومن التحاليل المطلوبة أملاح الدم وبالذات البوتاسيوم الذي يؤدي نقصه إلى اضطرابات نبضات القلب والهرمونات التي تنتجها الغدة الدرقية لمعرفة نشاطها. ومن الفحوص اللازمة أيضا فحص الموجات الصوتية عالية التردد ( ما يسمى الإيكو أو الصدى ) لمعرفة وضع صمامات القلب  والتأكد من عدم وجود تشوهات خلقية به؛ وأيضا للتأكد من عدم تجمع سوائل داخل غشاء التامور المغلف للقلب. ويعتبر إجراء تخطيط القلب الكهربائي على مدى أربع وعشرين ساعة ( هولتر ) من أهم الفحوص الواجب القيام بها لمعرفة نوعية اضطراب ضربات القلب ومدى تكرر حدوثها على مدى أربع وعشرين ساعة.. وبتحديد نوعية الاضطراب يتم تقرير العلاج المناسب.
ـــ  يجب على المريض الابتعاد عن شرب القهوة لما لها من تأثير على الجهاز العصبي مما يزيد من احتمال ظهور الخفقان. كما ننصح بعدم شرب الشاي الأحمر الثقيل والابتعاد عن التدخين وضبط سكر الدم لمن يعانون من مرض السكري.
ـــ  ننصح بعدم مزاولة التمارين والألعاب الرياضية إلى ما بعد العرض على الطبيب الإختصاصي ومعرفة سبب الخفقان.

معظم اضطرابات القلب يمكن السيطرة عليها دوائيا ولكن تبقي هناك أسباب كثيرة تتطلب التدخل الجراحي لعلاجها.
  





  


























دوالي الساقين

بقلم د. فتحي أبو القاسم الغماري.

دوالي الساقين تعني وجود اتساع بأوردة الساق مع ازدياد طولها وبروزها تحت الجلد مع ظهور التواءات بها. وهذا المرض منتشر بين الرجال والنساء على حد سواء ولو أنه قد يظهر في النساء في بعض المجتمعات أكثر منه في الرجال. وهي في الأساس نوعان:

1 ــ الدوالي الأولية : وهي التي تظهر في الإنسان بدون وجود أسباب واضحة.

2 ــ الدوالي الثانوية : وهي التي تظهر نتيجة وجود أمراض أخرى مثل الجلطة الوريدية العميقة أو أورام الحوض التي قد تضغط على أوردة الحوض العميقة متسببة في إبطاء حركة جريان الدم في الأوردة مما يؤدي إلى احتقانها وظهور الدوالي في الساقين. ومن الأسباب الأخرى أيضا وجود وصلة مابين الشرايين والأوردة قد تكون خلقية أو مكتسبة نتيجة إصابة أو عملية جراحية مثلا.



دوالي أولية بالساقين
الأعراض التي تسببها الدوالي:

ـــ  قد لا تكون هناك أعراض البتة وإنما شعور نفسي بعدم الرضا لأسباب جمالية. ويسبب مظهر الساقين للنساء الخجل الشديد إذا ما اضطررن لإظهار الساقين لأي سبب كان.
ـــ  قد يشكو المريض بثقل الأرجل المصابة مع ظهور بعض الآلام والتقلصات العضلية عند الوقوف لفترة من الزمن أو أثناء الليل والنوم حيث تقل حركة جريان الدم ويحدث احتقان الدم في الأوردة المتسعة. وتختفي هذه الأعراض في العادة أو تتحسن عند المشي أو رفع الرجل المصابة فوق مستوى الحوض عند الاستلقاء أو الجلوس.
ـــ  بعض المرضى يشكون من انتفاخ الرجل المصابة وتغير لون الجلد مع ظهور بقع بنية اللون.
ـــ  يصاب بعض المرضى في الحالات المزمنة بتقرحات أسفل الساق نتيجة لاحتقان الدم وتسمى هذه القرح ( القرح الوريدية ) والتي قد يصعب علاجها بدون علاج الدوالي.

ماذا يجب على المريض عمله إذا كان يعاني من الدوالي؟

ـــ  العرض على اختصاصي جراحة الأوعية الدموية لتحديد نوعية وأسباب الدوالي وطريقة توزيعها في الرجل المصابة وكذلك درجة الإصابة والتي تختلف من شخص إلى آخر.. ومن ثم اتخاذ قرار بشأن نوعية العلاج اللازم.
ـــ  الامتناع عن الوقوف لفترات طويلة مع استعمال الجوارب الطبية الضاغطة التي يقوم بوصفها الطبيب المعالج. قد ينصح بعض المرضى بتغيير مهنتهم إذا كانت المهنة تتطلب الوقوف الطويل.. مثل الحلاقة وشرطة المرور والحراسات وغيرها.
ـــ  ينصح المرضى برفع الأرجل المصابة إلى مستوى أعلى من مستوى الحوض عند النوم والاستلقاء أو حتى أثناء الجلوس مع تحريك القدمين باستمرار مما يسهل حركة الدم إلى أعلى الجسم ويمنع الاحتقان فتقل الأعراض وفي نفس الوقت يكون ذلك كفيل بتقليل فرص حدوث جلطة وريدية عميقة.. حيث يكون مرضى الدوالي عرضة أكثر من غيرهم لحدوث هذه الجلطة.
ـــ  على النساء المصابة عدم تناول أقراص منع الحمل لأنها تساعد على ظهور دوالي جديدة مع زيادة حجم الدوالي الموجودة، وفي نفس الوقت تزيد من احتمال حدوث جلطة وريدية عميقة.
ـــ  يجب إيقاف التدخين لأن التدخين يساعد على زيادة قدرة الدم على التخثر مما يزيد من خطورة حدوث الجلطة الوريدية العميقة.
ـــ  على المرضى البدينين العمل على إنقاص وزنهم.


المضاعفات المحتملة في حالة عدم علاج الدوالي:

ـــ  التهابات في الأوردة المصابة تؤدي إلى ظهور احمرار مع حرقة في المنطقة المصابة. وقد ينتشر هذا الالتهاب ليشمل عدة أوردة. ولا يتطلب علاج الحالة إلا استعمال مضادات الالتهابات مع وضع مرهم يحتوي على مادة الهيبارين المانعة للتجلط على المنطقة المصابة.
ـــ  قد يسبب جرح الأوردة المصابة نزف دموي إذا تعرضت لإصابة بآلة حادة أو خدش، أو نتيجة انفجار أحد الأكياس الوريدية المتسعة تحت الجلد نتيجة ازدياد الضغط به.
ـــ  يسبب احتقان الأوردة بالدم لمدة من الزمن إلى تسرب الدم إلى الأنسجة المحيطة بالأوردة ونتيجة لذلك تترسب مواد تحت الجلد بلونها البني، كما يحدث تليف تحت الجلد قد يؤدي إلى زيادة سماكته في بعض المواضع. كما قد تظهر إكسيما في الجلد مسببة حكة وعدم راحة. ونتيجة للحكة أو نتيجة لحدوث خدوش غير مقصودة قد تظهر تقرحات يصعب علاجها فيما بعد.
ـــ  كما ذكرنا سابقا يكون مرضى الدوالي عرضة لتكون الجلطة الوريدية العميقة التي قد تسبب الوفاة في بعض الحالات نتيجة حدوث مضاعفات الجلطة الرئوية. والأشخاص الأكثر عرضة لذلك هم الكسالى الذين لا يحبون الحركة وأصحاب الأوزان الثقيلة والسيدات اللاتي يتناولن أقراص منع الحمل.
ـــ  إذا تكونت قرحة وريدية بالقدم أو أسفل  الساق وتم إهمالها أو صعب علاجها فإنها قد تتحول إلى قرحة سرطانية خبيثة بعد عدة سنوات.


تقرحات وريدية مزمنة
العلاج:

توجد عدة طرق علاجية نذكر منها:
1 ـــ  علاج تحفظي.. إي بإرشاد المريض إلى الطريقة المثلى لمزاولة عمله و نشاطاته اليومية مع استعمال الجوارب الطبية الضاغطة.
2 ـــ  إجراء عمليات جراحية تتوقف طبيعتها على نوع الدوالي وأسبابها وطريقة توزيعها في الرجل المصابة.. وقد تكون بالربط أو الاستئصال أو الربط والاستئصال معا. ويساهم الفحص بالموجات الصوتية عالية التردد في تحديد نوع العلاج اللازم.
3 ـــ  حقن الدوالي بمادة خاصة تؤدي إلى انسدادها في غضون أيام. وهذا العلاج يتطلب في العادة عدة جلسات على مدى أسابيع يتم الحقن فيها عادة أسبوعيا. كما قد يضطر الطبيب إلى حقن ما يتبقى بعد العمليات الجراحية من أوردة صغيرة وشعيرات دموية متسعة.
وهناك ما تسمى بالشعيرات العنكبوتية تعالج بالحقن أو باستعمال الليزر الذي يستعمل في بعض البلدان بنجاح.
إذا تم العلاج بالطريقة الصحيحة المناسبة لكل نوع فإن النتائج تكون في الغالب جيدة جدا.

وأخيرا نود أن نذكر بأن نجاح أي نوع من العلاج يتوقف على مدى التزام المريض بنصائح الطبيب الخاصة باستعمال الجوارب الطبية وعدم إطالة الوقوف وتغيير المهنة إذا أمكن ذلك وإنقاص الوزن على سبيل المثال.




 









الجلطة الوريدية العميقة


بقلم د. فتحي أبو القاسم الغماري.

الجلطة هي عبارة عن دم متخثر.. أي متحول من الحالة السائلة إلى قطعة هلامية الملمس.
يجري الدم في العروق ( الشرايين والأوردة ) ويضمن جريانه وجوده في حالة سائلة دائما.. وهي حالة يلعب فيها  التوازن ما بين التجلط وتذويب الجلطة دورا هاما ورئيسيا. وهذه العملية أو المعادلة تحدث في الدم باستمرار إلى أن يختل هذا التوازن فإما يحدث التجلط أو تذويب يؤدي إلى نزيف.
وهناك عدة عوامل تسبب الجلطة منها:
1 ــ زيادة كثافة الدم عن المعتاد.
2 ــ إبطاء سرعة جريان الدم.
3 ــ التهابات الجدار الداخلي المبطن للأوردة.
ولنتحدث عن هذه العوامل بالتفصيل.                                             

1 ــ زيادة كثافة الدم:
     قد تحدث نتيجة فقدان السوائل من الجسم.. كما يحدث في حالات القيء المستمر أو الإسهال الشديد أو النزيف مع فقدان كميات كبيرة من الدم مع عدم تعويض ما يفقد عن طريق الشرب أو بالوريد. ويؤدي نقص السوائل إلى تركيز الكريات الحمراء والصفائح الدموية في الدم، كما أن ذلك يؤدي إلى تباطؤ سرعة جريان الدم في الأوعية الدموية.
 
2ــ إبطاء سرعة جريان الدم في الأوعية الدموية:
    ويحدث نتيجة قلة الحركة كالجلوس أو الاستلقاء المستمر أو لفترات طويلة بدون تحريك الأطراف السفلى. وهذا هو ما يحدث لدى الأشخاص بعد العمليات الجراحية التي يستلقي على أثرها المريض في الفراش بدون تحريك الأطراف إما بسبب الألم أو بسبب الإهمال من قبل التمريض في القسم أو بسبب كسل المريض نفسه وعدم إتباعه نصائح الطبيب بالحركة.  وحركة الأطراف السفلى مهمة جدا لأن انقباض عضلات الأرجل تؤدي إلى دفع الدم ليسير في اتجاه القلب ويمنع احتقان الأوردة.

3 ــ التهابات الجدار الداخلي المبطن للأوردة:
     يمكن ن تحدث بدون سابق إنذار بسبب أو بدون سبب.. كما أنها قد تكون مصحوبة بألم أو بدون آلام في بدايتها.
عندما تحدث الجلطة فإنها تتكون في الأوردة العميقة في الساقين في أغلب الأحيان. ولكن يمكن أن تتكون في أوردة الفخذ أو أوردة الحوض. وفي حالة جلطة أوردة الحوض فقد لا تظهر أعراض البتة إلى أن تتحرك الجلطة باتجاه القلب ومنه إلى الشرايين الرئوية ( الصمة الرئوية ) مصحوبة بأعراض شديدة وقد تكون قاتلة. ولكن في أحيان كثيرة تؤدي الجلطة الوريدية العميقة في أوردة الساق والفخذ إلى ظهور انتفاخ مفاجئ قد يشمل الساق فقط أو كل الرجل مصحوب باحمرار وسخونة الجلد نتيجة احتقان الأوردة. يصحب هذه الأعراض آلام شديدة وتقلصات بسبب نقص الأكسجين وزيادة الأحماض.
ومما يساعد على احتمال تكون الجلطة الوريدية العميقة الزيادة المفرطة في الوزن ووجود دوالي الساقين والوقوف لفترات طويلة. كذالك يزيد تناول أقراص منع الحمل من فرص حدوث الجلطة خاصة في وجود دوالي الساقين.

ما هي تبعات الجلطة الوريدية العميقة؟
قد تكون خفيفة ولا تصيب سوي أوردة فرعية، كما أنها قد تذوب بفعل مذوبات الجلطة الطبيعية الموجودة في الدم أو بفعل الأدوية التي يعطيها الطبي للمريض خلال الساعات الأولى لحدوث الجلطة. وفي هذه الحالات يختفي الانتفاخ بعد عدة أيام أو أسابيع من ظهوره اختفاءً نهائيا أو جزئيا وترجع الرجل إلى حالتها الطبيعية.
في حالة عدم ذوبان الجلطة نهائيا فقد تبقى الرجل منتفخة لعدة سنوات أو لبقية العمر بسبب التليف الذي يحدث للجلطة مع ما يصحبها من تلف للصمامات الوريدية التي تعمل في الإنسان الصحيح على توجيه الدم باتجاه القلب. وتكون النتيجة زيادة ضغط الدم الوريدي مع اتساع الأوردة السطحية مكونة ما يعرف بالدوالي الثانوية. كذلك قد تظهر بعد عدة سنوات تغيرات في الجلد ولونه حيث تظهر بقع بنية اللون مع زيادة سمك الجلط في بعض المواقع مع ظهور أعراض إكسيما وتقرحات قد يصعب علاجها.

العلاج:

يجب علاج مريض الجلطة الوريدية العميقة كحالة طارئة تتطلب التدخل السريع الذي من شأنه منع المضاعفات المحتملة والتي قد تشكل خطرا كبيرا على حياته.
يعطى المريض مسكنات الألم ومضادات التجلط  ( الهيبارين ) بالوريد بطريقة التسريب لعدة أيام. ويجب إيواء المريض بالمستشفي وإلزامه السرير مع رفع الرجل على وسادة أو ما شابهها إلى أن يختفي الألم وتبدأ حالته في التحسن. يمكن إعطاء المريض مواد تؤدي إلى تذويب الجلطة، غير أن هذه العقاقير تساعد فقط إذا ما أعطيت خلال الساعات الأولى لحدوث الجلطة. يعطى المريض بعد ذلك أدوية مضادة للتجلط عن طريق الفم.. وهي أدوية تزيد من سيولة الدم. تعطى هذه الأدوية لمدة تتراوح ما بين ثلاثة إلى ستة أشهر وقد ينصح الطبيب بتناولها مدى الحياة من قبل بعض المرضى إذا وجد ضرورة لذلك.


نصائح عامة لتفادي الجلطة الوريدية العميقة:

ــ  إنقاص الوزن بالنسبة للأشخاص الذين يعانون من السمنة.
ــ  عدم الوقوف لفترات طويلة دون تحريك الأرجل والمشي.
ــ  علاج دوالي الساقين إن وجدت إما بواسطة الحقن أو بالعمليات الجراحية حسبما يرى الطبيب المعالج. وفي كل الأحوال يجب استعمال الجوارب الطبية الضاغطة طوال النهار وخاصة من قبل النساء الحوامل.
ــ  بالنسبة للنساء ينصح بعدم تناول أقراص منع الحمل إذا كن يعانين من وجود دوالي الساقين أو إذا كن  قد مرضن بالجلطة في الماضي وفي حالات السمنة المفرطة.
ــ  إذا أجريت عملية جراحية لمريض يجب عليه الحركة وتمرين الأرجل في الفراش والمشي المبكر بالرغم من الألم الذي قد يكون موجودا، وتساعد المسكنات على تشجيع المريض في ذلك.
  




















مضادات التجلط


بقلم د. فتحي أبو القاسم الغماري.

الدم هو ذلك السائل الأحمر اللزج الذي يجري في الشرايين والأوردة يحمل الأكسجين من الرئتين والمواد الغذائية من الأمعاء إلى باقي أعضاء الجسم.. وينقل الفضلات التي ينتجها الجسم لطردها عن طريق الكلى أو التنفس. كما أنه ينقل الهرمونات التي تتحكم في عمل جميع أعضاء الجسم. ولكي يستمر جريان الدم بسهولة وضع الله تعالى نظامين
في الدم أحدهما يمنع التجلط والآخر يسهل عملية تكون الجلطة.. وحالة الدم السائلة هي حالة متوازنة ما بين النظامين.
الجلطة الدموية هي عبارة عن مادة تشبه الكبد بالنظر إليها ولينة الملمس تتكون في الأوعية الدموية لأسباب عدة منها:
ــ إبطاء سرعة جريان الدم لأي سبب من الأسباب.
ــ زيادة كثافة الدم نتيجة نقص السوائل في الجسم أو نتيجة زيادة كثافة الصفائح الدموية أو الكريات الدموية الحمراء.
ــ نتيجة التهابات تصيب جدار الأوعية الدموية أو عند تصلبها وحدوث ترسبات كلسية بها.
وقد تتكون الجلطة في الشرايين أو الأوردة وتكون نتيجتها مرتبطة بمكان تكونها واتساع الوعاء الدموي المصاب وطبيعة العضو الذي يغذيه ذلك الوعاء الدموي. فإذا حدثت الجلطة في وعاء دموي صغير أدت إلى إغلاقه بالكامل.. أما إذا كان تكونها في وعاء واسع فقد لا يؤدي ذلك إلى أية أعراض في البداية بسبب عدم حدوث انسداد كلي.

ــ  تؤدي جلطة الشرايين التاجية إلى حدوث الأزمة القلبية والتي يظهر في عدة أشكال منها الآلام الشديدة والضيق في الصدر أو اضطراب ضربات القلب أو انخفاض ضغط الدم الشرياني.. كما قد يحدث فشل في عمل عضلة القلب وهبوط الدورة الدموية والوفاة.

ــ  تتسبب جلطة الشريان السباتي في حدوث أعراض عصبية تختلف من بسيطة مثل بعض تنمل الأطراف والوهن والدوخة إلى الشلل التام أو شبه التام. وقد يفقد بعض المرضي الوعي لأيام أو سنين، كما أن بعض المرضى يلاقوا حتفهم في الحال.
ــ  جلطة الشريان الرئوي تؤدي إلى ضيق الصدر مع تزايد ضربات القلب وسرعة التنفس قد يصحبها آلام في الجهة المصابة من الصدر، كما أنها قد تسبب هبوط الدورة الدموية والوفاة.
ــ  تؤدي جلطة شرايين الأطراف إلى انقطاع الأكسجين عنها مما يسبب آلام شديدة وبرودة وتغير لون الأطراف التي تكون باهتة في بادئ الأمر ثم تتحول إلى اللون الغامق والغرغارينا.
ــ  تسبب جلطة أوردة الساقين والحوض العميقة انتفاخ مفاجئ في الرجل المصابة مع آلام شديدة واحمرار وزيادة في سخونة الجلد. وقد تنفصل قطعة من هذه الجلطة لتذهب إلى القلب ومنه إلى الشريان الرئوي مكونة ما يسمى بالصمة الرئوية التي قد تكون قاتلة.
ــ  المرضى ممن تم زرع مواد غريبة في مجرى دمهم مثل صمامات القلب الصناعية والشرايين الصناعية معرضون لحدوث الجلطة بسب وجود هذه الأجسام الغريبة. وقد تؤدي الجلطة إلى خلل في وظيفة الصمامات المصابة أو انسداد الشرايين الصناعية المزروعة مع احتمال انتقال صمة إلى أعضاء أخري مثل الدماغ أو الأطراف.

ما هي مضادات التجلط؟

هي مواد تعطى للإنسان إما عن طريق الوريد أو تحت الجلد أو بالفم.. ومهمتها هي منع الدم من التجلط داخل الأوعية الدموية والقلب بزيادة سيولة الدم عن المعدل الطبيعي. ويبدأ العلاج في البداية عن طريق الوريد أو تحت الجلد باستعمال مادة الهيبارين، ثم يعطى المريض المواد المانعة للتجلط عن طريق الفم وتحدد الجرعة حسب تحاليل سيولة الدم.. حيث يلزم في البداية إجراء التحاليل يوميا أو شبه يوميا إلى أن يتم التوصل إلى الجرعة الكفيلة بالمحافظة على سيولة الدم في الحدود المطلوبة.. وذلك لأن الجرعة تختلف من شخص إلى شخص. كما أن تناول بعض أنواع الأطعمة والأدوية قد يؤثر أيضا في سيولة الدم إما بالزيادة أو النقصان.

ما يجب على المريض معرفته:

بعض عوامل التجلط تحتاج لوجود فيتامين ك لتكوينها.وهذا الفيتامين يحصل عليه الإنسان إما بتناوله في طعامه أو تقوم بكتيريا الأمعاء بتصنيعه. أدوية مضادات التجلط التي تؤخذ عن طريق الفم تضاد فيتامين ك وبذلك تمنع تكون عوامل التجلط التي تنتجها الكبد فتسبب زيادة الزمن اللازم لتجلط الدم.
أقراص منع التجلط أصبحت معروفة لدى كثير من العامة نظرا لكثرة استعمالها للأسباب التي ذكرناها وتسمى أسماء تجارية مختلفة وتعرف أيضا بأسمائها العلمية الوورفارين والدينديفان ( الماريفان والسينتروم على سبيل المثال ). وأعطيت هذه الأقراص ألوان مميزه تسهل على جميع المرضى أخذ الجرعات اللازمة بدون حدوث أخطاء :
اللون البني = 1 مليجرام.                           اللون الأبيض = 2 مليجرام.
اللون الأزرق = 3 مليجرام.                         اللون الوردي = 5 مليجرام.

تؤخذ هذه الأدوية يوميا ودائما في نفس الموعد حتى تصبح عادة مألوفة للمريض ولا ينسى أخذ دوائه. كما يفضل أن يكون موعد الجرعة في المساء لإعطاء فرصة للطبيب المعالج للإطلاع على نتائج التحليل قبل أخذ الدواء لوجود احتمال تغيير الجرعة حسبما يرى الطبيب.
 مفعول هذه المواد واحد.. ألا وهو زيادة سيولة الدم. وتحدد سيولة الدم بالتحليل وتحديد الزمن الخاص بمادة البروثرومبين التي تلعب دورا هاما في عملية التجلط. الزمن اللازم للتجلط في الإنسان العادي يقع مابين 12 إلى 15 ثانية. ونسعى لكي يصبح هذا الزمن ما بين 23 و 27 ثانية. ونقوم الآن بتحديد جرعة مضادات التجلط بتحديد ما يسمى آي . ان . آر( N R  I ). وهذا أصبح معروفا لدى أقارب المرضى المترددين على المستشفيات والعيادات. ويجب المحافظة على قيمة   آي أن آر   ما بين 2,5ـــ 3,5 حتى يتم ضمان سيولة مناسبة تمنع تكون الجلطة. و كما أسلفنا تختلف الجرعة من مريض إلى آخر فقد تكون جرعة معينة مناسبة لشخص و عالية أو منخفضة لخص آخر. كما أن الجرعات تتغير بتناول بعض أنواع الأطعمة و بعض الأدوية ويجب إعلام الطبيب المعالج بتناول هذه المواد عند زيارته لأي سبب آخر وبالذات طبيب الأسنان الذي لا يجب أن لا يقوم بعمليات خلع الأسنان إلا إذا تم تخفيض جرعة مضادات التجلط والوصول إلى معدل تجلط شبه طبيعي حتى لا يحدث نزيف يصعب إيقافه. وهذا ينطبق أيضا على العمليات الجراحية الأخرى.. الطارئة منها خاصة.
يجب على المريض الذي يتناول مضادات التجلد عدم تناول أي دواء أو أعشاب طبية إلا بعد استشارة الطبيب المعالج.
بعض الأدوية مثل المسهلات والملينات وبعض المضادات الحيوية تقلل من امتصاص أدوية مضادات التجلط، كما أن بعض الأدوية الأخرى تزيد من مفعولها.. ومثال ذلك الأسبرين وأدوية الروماتيزم وبعض الأدوية المنومة وأقراص هرمونات الغدة الدرقية وبعض المضادات الحيوية مثل السيبترين وأدوية السعال ( الكحة ) والمشروبات الكحولية. ويقوم الطبيب المعالج بتعديل الجرعات اللازمة من مضادات التجلط بما يناسب كل مريض مضطر لأخذ أي دواء من شأنه أن يؤثر في السيولة بالطريقة التي ذكرناها.
 كما يجب على المريض تثقيف نفسه عن الأطعمة التي تسبب تذبذب في سيولة الدم .. ونذكر فيما يلي بعض هذه الأطعمة:

بعض المأكولات تحتوي على نسب متفاوتة من فيتامين ك وتناولها يؤدي إلى نقص مفعول مضادات التجلط التي تؤخذ عن طريق الفم. لهذا السبب يجب تجنبها أو الإقلال من تناولها أو على الأقل تناولها بصفة منتظمة ( وهذا غير عملي ) مثل الخضراوات الخضراء مثل الخس والجرجير والفجل والبقدونس( المعدنوس ) والخيار والفلفل الأخضر والسبانخ والكرنب  وزهرة الكرنب والبازلاء والفول الأخضر. كذلك مضغ التبغ وتناول زيت الزيتون بكثرة والكبد وبعض أنواع الجبن.
لابد لكل من يتعاطى علاج مضادات التجلط حمل بطاقة معه طوال الوقت تبين بأنه أو أنها تتناول الدواء. ففي الحالات الطارئة تساعد معرفة ما يتناوله المريض من أدوية في تقديم العلاج الصحيح للمريض وعدم تعريض حياته للخطر.
يجب عدم ممارسة الرياضات العنيفة والتي يتعرض فيها المريض للإصابات لصعوبة وقف النزف الدموي إذا حدث.

متى يجب على المريض زيارة الطبيب في غير وقت المراجعة المعتاد؟

ــ عند الإصابة بأية أمراض أو ارتفاع في درجة حرارة الجسم أو نزلات برد لا تؤخذ أية مضادات حيوية قبل زيارة الطبيب.
ــ عند حدوث أي نزيف من اللثة أو الأنف أو تحت الجلد أو مع البصاق أو البول أو البراز.
ــ عند الإصابة بالجروح القطعية أو الكسور.
ــ عند حدوث صداع مستمر أو ارتخاء في عضلات الجسم أو الشعور بتنميل الأطراف أو دوخة.
ــ إذا رغبت سيدة في الإنجاب وهي تتناول مضادات التجلط يجب عليها مناقشة ذلك مع الطبيب أولاً، لأن تناول هذه المضادات في الأشهر الثلاثة الأولى ضار بالجنين وقد يسبب الإجهاض أو ظهور تشوهات به. كذلك يشكل تناولها في الأشهر الأخيرة للحمل خطورة بسبب احتمال حدوث نزيف يصعب إيقافه. لذا يقوم الطبيب بوقف الأقراص وإعطاء المرأة الحامل مادة الهيبارين تحت الجلد خلال هذه الفترات من الحمل وأثناء الولادة.






ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق