التسميات

الخميس، 6 يونيو 2013

رأي سياسي بخصوص الوضع في ليبيا


Mahmud Shammam
من يريد ان يحول برقة الى عامل سلبي يخسر التاريخ والمستقبل.. وعندما نقول ان ليبيا رقما غير قابل للقسمة فنحن نرددها لأن تاريخ ليبيا عموما وبرقة خصوصا مبنيا على هذه الفكرة التوحيدية ..ليس هناك اقليم او منطقة في ليبيا تضم هذا الخليط المتجانس غير برقة .. من شرق سرت حتى مساعد ومن البحر حتى التخوم السودانية التشادية يمتد هذا الخليط السكاني المندمج من القبائل: حسون واولاد سليمان ومقارحة وقذاذفة وفرجان ومغاربة وزوية ومجابرة واواجلة وتبو وفواخر وعريبات وجوازي وعواقير وقطعان وقطارنة وسعيط ومشيطات وعرب مصراتة وورفلة وعرب الزاوية وزوارية واولاد شيخ ومسلاتية وتراهنة وغراينة وورشفانة وعرفة وعماومة ومنفى ومسامير ودرسة وعبيد والتراكي وعيت حمد وبراعصة وحاسة وتواجير وعبيدات وعيت فايد وشهيبات و حوتة وشواعر وحبون .. هذا الخليط البشري متجانس ومتجاور ومتصاهر.. انا شخصيا مغربي وخوالي ترهونة وانسبائي ورفلة وعواقير مصراتة.. اضافة الى ذلك فأن الهجرة العربية التي قدمت برقة قد اختلطت بقبيلة لواتة البربرية وشكلت في بعض الاحيان نسيجا انثروبولوجيا جديدا .. كيف يفكر برقاوي واحد في التقسيم.. من يردد هذه المعزوفة المهلكة للعقول هو من يريد تقسيم برقة ومن ثم ليبيا.. الذين يرددون ان برقة بادية وحضر.. ان بادية برقة حضر وحضر برقة بادية.. بعد انتفاضة طلاب بنغازي عام 1964 حاولت بعض مفاصل النظام الملكي استخدام هذه الورقة عبر موجة تأييد للنظام وتحريض للقبائل على بنغازي فبعث المرحوم عبد القادر العلام برقيته الشهيرة التي بثت من اذاعة بنغازي وارددها الان من الذاكرة " نحن قبيلة العبيدات لدينا ستين الف مقاتل سوف يدافعون على بنغازي".. ولا زلنا نذكر وقفة العواقير على لسان حال شيخهم الكبير عبد الحميد العبار.. عندما جاء القذافي للابيار في ابريل 1977 واصفا بنغازي انها جزء من وطن العواقير وطالهم بالزحف عليها قال لهم رفيق عمر المختار البناغزة نسايبنا وخوال عيالنا.. وما نريده منك هو الدستور..من يريد اخفاء هذا التاريخ بالغربال..
مسألة برقة هي العدالة وليس النفط ايها الناعقون.. فأحتياطات النفط المحققة الكبيرة هي في الجنوب والجنوب الغربي او ما يعرف بحوض مرزق.. والنفط القابع في حوض سرت والسرير قد استنفذ وارهق.. فلا تحدثونا بني نفط على نفط لا تملكه برقة بل عن عدالة افتقدتها طويلا
وعندما قامت دولة برقة كان رئيس وزرائها برقاويا كرغليا ورئيس مجلس نوابها برقاويا كرغليا.. وانتهت دولة برقة ولم يرأسها احد من ابناء باديتها.. و من 5 وزارت شكلت اثناء النظام الاتحادي كان هناك رئيس وزراء واحد من برقة هو مصطفى بن حليم واثنان من مصراتة وواحد من الجبل الغربي وواحد من فزان.. فهل كان الحكم الاتحادي حكما برقاويا.. اتقوا الله ايها الناعقون والناعقات..
انا ادعو لوقفة مع النفس ومع التاريخ ومع الانصاف وادعو الاقلام المنتقدة الصادقة وليس الناعقة ان تنظر الى ظروف هذه الدعوة في سياق الفشل الذي نعانيه من جراء اخفاق الدولة في فرض هيبتها و عدالتها.. وفي النظر من زوايا عديدة:
• عدم قدرة الدولة على فرض هيبتها واستمرارها في دعم تشكيلات مسلحة يبلغ اعدادها عشرات الالاف .. انفق ولا يزال ينفق عليها المليارات رغم معرفة الثوار الحقيقين بععد من حمل السلاح وقاتل من اجل الثورة وهو رقم لا يتجاوز الثلاثين الفا اذا لم نبالغ.. لم تكشف الجهات المختصة حتى الان عن الاعداد الحقيقية للشهداء والجرحى الحقيقين والمفقودين..
• استمرار المركزية المقيتة والسماح لمن تبقى من نظام القذافي باعادة انتاج انفسهم تحت شعارات ثورة 17 فبراير بينما استهدف قانون العزل بعض ممن قارعوا النظام وقدموا لثورة 17 فبراير خدمات جليلة..
• فشل الدولة في اثبات فعلي ان لها رغبة حقيقية في القضاء على المركزية.. وترددها في اقرار وتنفيذ حكم محلي فعلي وغير صوري
• الكيل بمكيالين فيما يتعلق بالتعامل مع المناطق المختلفة.. ففيما يغض الطرف على العديد من التصرفات السياسية والميدانية لبعض المناطق.. يتم تجريم مناطق اخرى وتهديدها عبر وسائل الاعلام الحكومية كما هو التنديد المستمر لانصار الفيدرالية.. ومن يطالب بحقوقه..
• اعطاء التشكيلات العسكرية غطاء شرعيا وهميا سمح لها بتجاوز القوانين وممارسة سلطات القبض القضائي وادانة المتهمين دون محاكمة والتشهير بهم علنا..
• الوقوف موقف المتفرج من الكوارث البيئية التي تحل بالطبيعة كما حدث في غابات الجبل الاخضر ومسلاتة..
• الاسراف المالي الفاحش فى الانفاق الاستهلاكي وغض النظر عن التحقيق في امكانية وجود فساد مالي منذ فترة المجلس الانتقالي والمكتب التنفيذي حتى الان.. ويجب ان يشمل ذلك كل الاموال التي انفقت على الافراد والمؤسسات والاذرع العسكرية والأمنية والمنح والمكافآت.. كما يجب مطالبة كل مسؤول سياسي او عسكري اوامني او قائد ميداني بالكشف عن ذمته المالية وما يملكه داخل ليبيا وخارجها..
• البطء المنهجي لدى المؤتمر الوطني العام في انجاز المهمات التي اوكلها له القانون وثقة الناخبين في الانتهاء من انجاز الدستور..
• غض النظر عن المارسات التي ترتكبها بعض التشكيلات خارج نطاق القانون مثل التدخل في العملية التعليمية وفرض انماط اجتماعية بعينها..
• عدم تفعيل القضاء وتطهيره ليكون بالفعل سلطة ثالثة تحكم بالعدالة والانصاف..
• عدم اصدار قانونا للاعلام والمصنفات الفنية تحدد بموجبه الاليات القانونية لمحاسبة الاعلام على اي مخالفات قانونية تجاه حقوق الناس واعراضهم..وتهئ الاعلام ليكون السلطة الرابعة..
• عدم ضبط بعض المنابر الدينية كخطباء المساجد واستخدام بعض المتطرفين لها وبث افكار تكفيرية لا تتسق والدعوة الوسطية التي جلب عليها مجتمعنا الليبي المسلم..

• كل المشار اليه اعلاه نقاظ محددة يجب ان تحل لبدء وفاق وطني حقيقي.. انني اعتقد جازما ان الخيار الاتحادي هو خيار وطني بامتياز وهو ليس خيارا انقساميا او انفصاليا اذا ما توقفنا جميعا عن الاستفزاز وروح الاتهامات.. واعترفنا ان الشراكة تحتاج اكثر من طرف..
• يبقى كلمة للفدراليين: التحدي الحقيقي امامكم هو اثبات ما تنادون به هو حق برقة لا يكون الا باستفتاء سكان برقة على حق تمثيلكم لهم...
• بعد ذلك لا مفر من جلوس الأفرقاء على طاولة الحوار او الصراع.. وحدة ليبيا ملزمة وسوف نصل اليها اما بالحوار واما بالصراع.. وحتى ذلك الحين ليتوجه الناعقين الى قناة " الوطنية " فهي كانت وما زالت قبلة " الندابين
Like ·  · 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق