التسميات

السبت، 17 مايو 2014

الضمة والفتحة والكسرة........

إن كثيراً من الطلاب لا يعرفون كلمة ضمة فتحة كسرة مرفوع منصوب مجرور ، والنحو ليس تخصصي ولكن أعطيكم فكرة بسيطة تعرفون بعدها أن النحو يرتكز على أولويات لابد منها لفهم التفصيلات الأخرى . فخذوا مني هذه المقدمة المهمة .
كان العرب قبل الإسلام يتكلمون بالعربية دون أي خطأ لغوي من غير أن يعرفوا أسرار اللغة بالقراءة والكتابة ، هكذا أخذوها عن أهاليهم ، ورضعوها من أثداء أمهاتهم . مرَّ الوقت وجاء الإسلام ودخل الناس في دين الله أفواجاً ، ولما دخل الأعاجم في الدين الإسلامي وامتلأت بهم الحواضر الإسلامية ظهر جيل من المولدين الذين يرجعون إلى أصول أجنبية لم يرتضعوا اللغة العربية من أمهاتهم فحدث أمران : 1 ـ لم يعرفوا أسرار اللغة التي كانت تنتقل بالوراثة فانطلقوا ينطقون كيفما اتفق رفعاً ونصباً وجراً . 2 ـ
لم يعرفوا الأساليب العربية ودلالاتها العميقة ولا البنى الصرفية ومعانيها ولا نطق الحروف كما ينطقها العربي .
فكانوا يخطئون في الكلام العربي ، وقد أخطأ أحدهم في حضرة النبي صلى الله عليه وسلم فقال : أرشدوا أخاكم فقد ضلَّ . وفي عهد عمر بن الخطاب لقي بعضهم يرمون بالنبال فيخطئون فقالوا له : إنا قوم متعلمين . فقال : والله لخطؤكم في لسانكم أشد عليَّ من رميكم . وفي عهد علي بن أبي طالب أستقدم أبا الأسود الدؤلي وقال له : يا أبا الأسود : الكلام كله اسم وفعل وحرف يا أبا الأسود أنحُ هذا النحو . فسمي بعد ذلك بعلم النحو .
خرج أبو الأسود من عند الإمام علي وهو متردد في هذا العمل الذي كلِّف به ولكنه لما مر بالسوق سمع أحد الأعراب يسأل عما أنزل على محمد ، فقرأ له أحدهم قوله تعالى ( وأذان من الله ورسوله يوم الحج الأكبر أن الله برئ من المشركين ورسوله ) فقرأ رسوله بالكسر ، فقال : أناا أبرأ ممن تبرأ الله منه . ( يظن أن الله يتبرأ كذلك من الرسول ) فقال أبو الأسود : ليس هكذا يا أعرابي وإنما هو ( ورسولُهُ ) فقال :أنا أبرأ ممن تبرأ الله ورسوله منه . وسمع المؤذن يقول : أشهد أن محمداً رسولَ الله ) فقال الأعرابي : ويحك ماذا يفعل ؟ فقد كان على المؤذن أن يقول ( رسولُ) بالضم . ولما عاد لبيته وجد ابنته تقول له : يا أبتي ما أحرُّ هذا اليوم ! فقال : الظهيرة . قالت : إنما أنا أخبرتك ولم أسألك . وكان عليها أن تقول : ما أحرَّ هذا اليوم . بفتح الراء على التعجب .وعندها قرر أبو الأسود أن يستجيب للإمام علي كرم الله وجهه ويشرع في البحث عن هذا العلم الجديد ( النحو) .
.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق