التسميات

الجمعة، 26 يوليو 2013

المخدرات آفة يجب مكافحتها بكل قوة ممكنة



مشكلة تعاطي المخدرات مشكلة دولية وانتشرت في سائر بلدان العالم حاملة معها مآسي وآلام للفرد والأسرة وللمجتمع ككل بما لها من آثار مدمرة لكافة الجوانب الصحية والاجتماعية والاقتصادية. أضف إلى ذلك الأمراض التي يسببها استعمال الحقن والسرنجات من قبل عدة أشخاص مما يؤدي إلى تفشي الأمراض المعدية الفتاكة مثل مرض العوز المناعي( الإيدز) والتهابات الكبد بالفيروسات [ ب ] و[ج ].

   لقد كرست جميع دول العالم المتحضر وكثير من دول العالم النامي الجهود الجبارة للوقوف بحزم لهذه الآفة ورصدت لها الأموال والإمكانيات آملة الحد من انتشارها أو حتى القضاء عليها. وتم لذلك سن القوانين والتشريعات لمحاربة الاتجار والاستعمال غير المشروع للمخدرات. وجميع الدول ملزمة بإعداد استراتيجيات وخطط طويلة الأجل للتصدي لظاهرة تعاطي المخدرات والاتجار بها وإنتاجها علي نحو غير مشروع. ولذا وجب تكاتف جهود جهات ومؤسسات عدة مثل الصحة والأمن العام والجهات القضائية والتعليم والاقتصاد والهيئات الدينية للنجاح في هذه المهمة الصعبة.

   ليبيا ليست بطبيعة الحال مستثناة من كل ذلك. فبالرغم من أن بلادنا ليست منتجة للمخدرات ولكن بحكم موقعها الجغرافي وانفتاحها على الدول المجاورة فهي ضحية من الضحايا التي شهدت زيادة كبيرة لحجم المشكلة كما يظهر ذلك في زيادة عدد القضايا المتعلقة بالاتجار في المخدرات و في زيادة عدد المدمنين والجرائم التي لها علاقة مباشرة أو غير مباشرة بها.فقد وصلت نسبة المسجونين بسبب تعاطي المخدرات إلى ما يزيد على 40 % من مجموع قضايا الإجرام. كما دخلت إلى البلاد أصناف لم تكن معروفة من قبل بالإضافة إلى طرق تعاطي ونقل وإخفاء جديدة.

   تستهدف مشكلة تعاطي المخدرات شريحة الشباب من الجنسين مما يشكل خطراً كبيراً على مستقبل هذه الشعب. زد على ذلك ظهور أمراض خطيرة لم تكن معروفة أو منتشرة من قبل مثل الإيدز والتهابات الكبد الفيروسية الخطرة. وتبين بعض الإحصائيات وجود ما لا يقل عن 5000 حالة إصابة بمرض الإيدز منها على الأقل 3000 حالة من بين مدمني المخدرات أي بنسبة 60 %. أما إصابات الالتهابات الكبدية فتصل إلى 15 % للفيروس [ ب ] و 60 % للفيروس [ج ].كما دلت الإحصائيات لسنة 2003 ف على وجود ما لا يقل عن 5000 مدمن مخدرات. وبالإطلاع على إحصائيات مركز تاجوراء نجد أنه تم إيواء 5706 متعاطي مخدرات في الفترة مابين سنة 2000 و2005 ف منهم 2980 مصاب بأمراض معدية خطيرة أي 52 %. ويتكون هذا العدد من أفراد طلبوا المعونة والعلاج بأنفسهم و مدمنين أحضروا من قبل ذويهم وآخرين نتيجة لحملة قام بها رجال المكافحة والشرطة وعدد قليل جداً من حالات العودة. هذا غير الأعداد التي تم علاجها بمستشفى الرازي للأمراض النفسية بطرابلس ومستشفى الأمراض العصبية والنفسية ببنغازي.أما الحالات التي لم يتم تسجيلها فهي لا شك كبيرة ولكن لا توجد إحصائيات بشأنها.

   فيما يتعلق بمستشفى الرازي بطرابلس فتوضح الإحصائيات المتوفرة فتح 3166 ملف لمرضي طلبوا العلاج طواعية من سنة 1992 و حتى سنة 2000 ف.. منها 531 إصابة بمرض الإيدز و 275 حالة إصابة بفيروس الكبد [ب] و1150 إصابة بفيروس الكبد [ج]. كما تجدر الإشارة إلى أن 40 % من المدمنين الذين تم شفاؤهم قد تم إيواؤهم وعلاجهم أكثر من مرة في السنوات اللاحقة.

   عدد حالات الدخول لسنة 2003 ف  [ 271  ] مريض منهم 11 مصاب بفيروس الكبد [ ب ] و 156 مصاب بفيروس الكبد [ ج ]  و108 مصاب بفيروس الأيدز.

   عدد حالات الدخول لسنة 2004 ف   [ 535 ] مريض منهم  25 مصاب بفيروس الكبد [ ب ]  و 373 مصاب بفيروس الكبد [ ج ]    303 مصاب بفيروس الأيدز.

   ومن هذا نلاحظ الزيادة المطردة في عدد المرضي والإصابات المصاحبة للإدمان والتي تشكل معضلة كبرى عبء ثقيل على المجتمع.

   ولا توجد لدينا حالياً إحصائيات من مستشفي الأمراض العصبية والنفسية ببنغازي.

   كما يلاحظ أن الإدمان لا يقتصر على المخدرات مثل الهيروين والكوكائين والحشيش ولكنه يمتد أيضاً إلى العقاقير المستعملة في        العلاج المشروع مثل البيثيدين والبينزودايازيبين والأرتان وبعض أدوية السعال المحتوية على الكودائين وغيرها.

   من كل ذلك يتضح حجم المشكلة مما يدعونا إلى التخطيط السليم والفعال لاحتوائها بتكاتف جهود جميع الجهات المعنية.. الرسمية منها والشعبية.. وذلك لتحقيق تقدم بتطبيق الاستراتيجية في إطار ما جاء في الإعلان السياسي والمبادئ التوجيهية لخفض الطلب على المخدرات الذي اعتمدته الجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها الاستثنائية العشرون لعام ( 1998 ف ) والذي دعت فيه الدول إلى وضع استراتيجيات وطنية ذات توجه عملي خاص بخفض الطلب على المخدرات وتحقيق نتائج ملحوظة وقابلة للقياس في مجال خفض الطلب بحلول عام ( 2008 ف ).وتجدر الإشارة إلى أن ليبيا قد اعتمدت مشروع البيان الوزاري المشترك ( خلال الدورة السادسة والأربعون للجنة المخدرات بالأمم المتحدة ) وكذلك التدابير الإضافية لأجل تنفيذ خطط العمل المنبثقة عن الدورة الاستثنائية العشرين للجمعية العامة للأمم المتحدة.

ويمكن أن نلخص الأهداف الرئيسية المرجو تحقيقها في الآتي:

1 ــ خفض العرض.

2 ــ خفض الطلب.

3 ــ دعم الأنشطة العلاجية للإدمان وإعادة التأهيل.

4 ــ إرساء الدعائم وتحقيق برنامج فعال للمتابعة والرصد.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق