التسميات

الأحد، 17 نوفمبر 2013

لابو لابو المسلم ومجلان النصراني وقصة مشوقة



الكل يعرف ماجلان ! و لكن هل تعرفون لابو لابو الذي قتل ماجلان ؟!

في عام ( 1521 م ) وصل الأسبان بقيادة "فرديناند ماجلان" للفلبين و أقام علاقة مع حاكم جزيرة "سيبو" ،
و تم عقد اتفاق يقضي بأن يوليه ملك الجزر المجاورة تحت التاج الأسباني مقابل أن يساعده على تنصير الشعب الفلبيني .

و انتقل الأسبان إلى جزيرة صغيرة بالقرب منها على بعد كيلومترات تدعى جزيرة "ماكتان" ، عليها سلطان مسلم يدعى "لابو لابو"علم
الأسبان بإسلام حاكم الجزيرة فطاردوا نساءها و سطوا على طعام أهلها ، فقاومهم الأهالي فأضرم الأسبان في أكواخ السكان النار و فروا هاربين .

رفض "لابو لابو" الخضوع لـ"ماجلان" و حرّض سكّان الجزر المجاورة عليه ، و رأى "ماجلان" الفرصة مناسبة لإظهار قوته و أسلحته الحديثة ، فذهب مع بعض جنوده لتأديبه ، طلب "ماجلان" من "لابو لابو" التسليم ،
قائلًا : ( إنّني بإسم المسيح أطلب إليك التسليم و نحن العرق الأبيض أصحاب الحضارة أولى منكم بحكم هذه البلاد ) ،
فأجابه "لابو لابو" : (إنّ الدّين لله و إنّ الإله الّذي نعبده هو إله جميع البشر على اختلاف ألوانهم ) .

عندما كانت الشمس في منتصف السماء ، كانت سفن "ماجلان" تقترب من سواحل إحدى جزر المسلمين في الفلبين ، و كان ذلك أحد أيام عام ( 1521م ) ، أعلن سكّان الجزيرة تصميمهم على الوقوف في وجه الغزاة .
و تجمعوا تحت قيادة زعيمهم الشاب "لابو لابو" و استعدوا للمواجهة المرتقبة ، في حين توقفت سفن "ماجلان" غير بعيدة عن الشاطئ ، أنزلت القوارب الصغيرة و عليها الرجال المدججون بالسلاح و الخوذ و التروس و الدروع ، في حين وقف أهالي الجزيرة و معهم سهام مصنوعة من البامبو المنتشر في الجزيرة و بعض الرماح و السيوف القصيرة القديمة ، و تقدم جنود "ماجلان" متدافعين ، و نزلوا من قواربهم الصغيرة عندما اقتربوا من الشاطئ ، و إلتقى الجمعان و انقض جنود "ماجلان" ليمزقوا الأجساد نصف العارية بسيوفهم الحادة و يضربوا الرؤوس بالتروس و مقاليع الحديد ، و لم يهتموا بسهام البامبو المدببة و هى تنهال عليهم من كل صوب ، فقد كانوا يصدونها ساخرين بالخوذ و الدروع .

و تلاحمت الرماح و السيوف ، و كان لابدّ من لقاء المواجهة ، اللقاء الشرس و الفاصل ، بين "لابو لابو" و "ماجلان".

بدأت المواجهة بحذر شديد ، و إلتفاف كلًا حول الآخر ثم فجأة انقض "ماجلان" بسيفه -و هو يحمى صدره بدرعه الثقيل- على الفتى المسلم عاري الصدر "لابو لابو" ، و وجه إليه ضربة صاعقة ، و انحرف الفتى بسرعة و تفادى الضربة بينما الرمح في يده يتجه في حركة خاطفة إلى عنق "ماجلان" ، لم تكن الإصابة قاتلة ، و لكن انبثاق الدم كان كافيًا لتصطك ساقا القائد المغمورتان في الماء و هو يتراجع إلى الخلف و ينقض بالترس الحديد على رأس الزعيم الشاب ، و للمرة الثانية يتفادى "لابو لابو" ضربة "ماجلان" و في نفس اللحظة ينقض بكل قوه بسيفه القصير فيشق رأس "ماجلان" الذي سقط مضرجا بدمائه ، بينما ارتفعت صيحات الصيادين لابو...لابو ،
و كان سقوط القائد الرحالة "ماجلان" كفيلًا بهز كيان من بقى حياً من رجاله ، فأسرعوا يتراجعون عائدين إلى سفن الأسطول ، الّذي لم يكن أمامه إلاّ إن يبتعد هاربًا تاركًا خلفه جثة قائده "ماجلان"

لا يزال قبره شاهدًا على ذلك هناك حتى الآن .

الفلبينيون يعتبرون "لابو لابو" بطلا قوميًا قاوم الاستعمار و حفظ لهم كرامتهم و سطّر لهم من المجد تاريخاً ، و بكل فخر أطلق الفلبينيون اسم "لابو لابو" على سمك الهامور الأحمر الكبير ذو الفم الكبير ، و يقول أحد من زاروا الفلبين :

" عند تجوالي بالفلبين ذهبت لشراء السمك فدلّني البائع على سمك "لابولابو" ثم سألني هل تعرف لماذا لـ"لابولابو" له فم كبير و أسنان حادة؟
نظرت للسمكة و لم أستطع إجابته ، فضحك البائع ضحكة هستيرية و قال بكل فخر و كبرياء : كي يأكل ماجلان و ضحك معه بقية الزبائن " .

للأسف الشّديد قليل من العرب و المسلمين يعرفون "لابولابو" ،
و لكن الكثير يعرف "ماجلان" ، يجب أن نقوم بتسليط الضوء على هذا البطل المسلم الذي لا يقل عن الأبطال الآخرين الذين قاوموا الاستعمار .

كما أنّ "ماجلان" يحظى بسمعة حسنة في مناهجنا الدراسية على رحلته لإثبات كرويّة الأرض مع أن الحقيقة المؤلمة أنه شارك في إرغام كثير من أبناء الفلبين على النصرانية و حارب الإسلام والمسلمين .

رحم الله "لابو لابو" و أسكنه فسيح جناته .

وكان بعض القوميون الفلبينيين اقترحوا تغيير أسم الفلبين ( المشتقة من أسم الملك الأسباني فيليب ) الى جمهورية لابو لابو إلاّ أنّ الموضوع لم يتحقق .

و الطريف أنّهم يطلقون أسم "لابو لابو" على سمكة الهامور المعروفة بالخليج .

وكثيرا ما يسألونك الفلبينيون هذا السؤال الطريف :
من قتل "ماجلان"؟
فتقول : "لابو لابو" .

عندها يسألك: و من قتل "لابو لابو"؟
فتحتار بالإجابة!
عندها يقول لك : الذي قتل "لابو لابو" هو رئيس الطباخين (The Chief)

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق