التسميات

الاثنين، 19 أغسطس 2013

ليبيا بين الماضي والحاضر

 
ليبيا .. الماضي والحاضر .. ثم إلى اين؟؟؟

بقلم الأستاذ الدكتور فتحي أبو القاسم الغماري

قبل 17 فبراير .. ساد على غالبية الشعب الليبي الصمت.. لم يكن أحد في ليبيا قادراً على التفوه بكلمة تدل على تذمره من الواقع المرير الذي كان يعيشه المواطن.. حتى مع نفسه. لقد فقد المواطن الثقة حتى في نفسه، قبل أن يفقدها في الآخرين. كان يلتفت يمينا وشمالا ، وحتى خلفه ليتأكد بأنه وحده قبل أن ينطق بكلمة ضد النظام.. المثل السائد ( الحيطان ليها وذان .) كان يسود. انعدمت الثقة بين المواطنين بسبب سياسة التسلط و التسليط التي كان يتبعها النظام الأمني في البلاد.. تسليط الإبن على أبيه وأخيه وأخته وجاره ورفيقه في العمل.. الكل كان مطالبا بالتجسس على الكل والكل كانه يخاف من الكل. لهذه الأسباب كان الوضع في ليبيا مستقراً و الأمن من وجهة النظر الغربية مستتباً. كان هذه الوضع مواتيا للغرب .. ألم يكن معمر القذافي صنيعة أمريكا والغرب.. سواء وافق محبيه على ذلك أم لم يوافقوا؟
تغير الوضع الآن بمقدار 180 درجة.. لم يعد أحد يخاف من أحد.. الكل يتكلم والكل ينتقد.. والكل مسلح ، حتى من أطلق عليهم لقب الأزلام والمستفيدين من الوضع السابق وجدوا لأنفسهم بحيرة يسبحون فيها كيفما يشاؤون.. وفي كل الاتجاهات.. كل ما يتطلبه الأمر رفع علم الاستقلال والمناداة يحياة ثورة 17 فبراير المجيدة وشراء سلم للتسلق متناسين أنهم كانوا بالأمس القرب وقبيل تحرير طرابلس يدعون لربهم القائد الملهم بطول العمر.
المشكلة أنه مع وجود الحرية المطلقة لا توجد ديموقراطية حقيقية.
الصحافة والإعلام اللتان تحررتا سيطر عليهما كتاب قليلي الخبرة في السياسة و ملاك يتبعون تيارات سياسية أو دينية معينة .. لاتهمهم مصلحة ليبيا بقدر ما تهمهم مصالحم الخاصة أو مصالح جهات معينة لتحقيق أجندات معينة لقوي ( خفية) معينة. أما فيما يخص المواطنين ، فإنهم وجدوا أنفسهم يخوضون تجربة ديموقراطية لم يعرفونها من قبل.. وتم اختيار ممثليهم في المؤتمر العام عن طريق صناديق الاقتراع وبطريقة ديموقراطية ليجدوا أنفسم قد خدعوا ، وأن من تم انتخابهم يمثلون ثلاث أنواع من البشر.. النوع الأول من أزلام وأتباع النظام المنهار .. وهؤلاء تم اختيارهم على أساس جهوي وقبلي محض.. النوع الثاني حزبيين محنكين كانوا قد انخرطوا في العمل السياسي من قبل ولهم خبرة في الحديث والسيطرة على العقول، وهم قلة .. ولكن فعالة على أية حال. والنوع الثالث وهم الأغلبية، مهتمون بمصالحم الشخصية ومقيدون بعدم القدرة على اتخاذ قرارات مصيرية في صالح الشعب و غير قادرين على مناقشة وإيجاد الحلول لمشاكل ليبيا الطارئة .. ولم يستطيعوا مناقشة أي بند من جدول أعمال أي جلسة بتفاني و إخلاص باستثناء بند مرتبات وسيارات ومزايا أعضاء المؤتمر ومباشرة بعد انتهاء الانتخابات. أغلب الجلسات تفتقر إلى النصاب القانوني . وأنا أتساءل لماذا يتقاضون مرتباتهم ومكافآتهم وهم غائبون عن جلسات المؤتمر ..يسيحون في بلاد العالم بحجة لقاءات برلمانية ومؤتمرات لا تأتي بفائدة علي البلاد.. ولكن تنفق فيها الأموال الطائلة على رحلاتهم و وزياراتهم الغير مجدية.
ثلاث أجيال وجدت نفسها في وسط جديد ومحيط شاسع لم تتعود عليه طيلة 42 سنة ، بأدمغتهم التي تم غسلها وترترعت فيها أفكار هدامة مثل .. تصفية المعارضين وتشريد عائلاتهم والتنكيل بمن ينتقد القائد المعلم وتدمير منازلهم، وطرد من لم يعتقد بفكره الأخضر من الجامعات والمعاهد وتعليقهم في المشانق أو حرمانهم من أبسط حقوقهم المدنية والإنسانية.. احتلال البيوت والعمارات والاستيلاء على الشركات وطرد أصحابها والتصرف فيها بحماقة من قبل عمال أو موظفين حاقدين .. سياسة زرع الحقد التي لا زالت تعشش في الأدمغة مثلها مثل ما سبق أن وضحنا ..هي التي تسيطر الآن على المشهد في ليبيا. مليشيات ضد مليشيات وأحزاب ضد أحزاب وعصابات ضد عصابات. ترسبات 42 سنة لا يمكن أن تختفي .. ولا يجب أن نعتقد بأنها ستختفي بين ليلة وضحاها. سنضطر لتحمل تبعات ما حدث لجيلين، أو جيل على الأقل.. سيكون من المحتم علينا التعايش مع هذا الوضع لمدة قد تطول أو تقصر معتمدة على وعى وإدراك المتعلمين والمثقفين من سياسيي الداخل والخارج الذين لم يتأثروا بترهات القائد الملهم وعصره البغيض ولا يقعون تحت السيطرة الأجنبية .. عربية كانت أم غربية، وعلى مدى استعدادهم للتتضحية في سبيل بناء ليبيا الجديدة .. ليبيا دولة القانون .. ليبيا دولة الليبيين.. و تحت وابل من الإشاعات والفتنة والرصاص التي تنطلق في كل اتجاهات ومن أقلام وبنادق أشباه الثوار والمندسين والعملاء والخونة بكل اتجاهاتهم وأجنداتهم.
بقي أن أذكر بحقيقة هامة.. وهي أن ليبيا بلد يتوسط العالم القديم والحديث ، يربط أوربا بأفريقيا والمغرب العربي بمشرقه وموقعه يسيطر على البحر الأبيض المتوسط بأطول ساحل لأي دولة في المنطقة. تبقي ليبيا من ضمن خطط الغرب وأطماعه الآن وفي المستقبل، تماما كما كانت في الماضي البعيد والقريب. احتل سواحل ليبيا الفنيقيون والإغريق والرومان والبيزنطيون والعثمانيون وأخيرا الإيطاليون.. وستبقي ليبيا من اولوياتهم حتى بعد جفاف منابع النفط.. أردنا أم أبينا. لا يهمه الغرب أن يعيش الشعب الليبي في سلام مع بعضهم البعض أم يعيشون في حالة افتتال دائم. لنذكر فقط حالة ليبيا إبا الحكم القره مانللي على سبيل المثال .. كان الحاكم في القلعة في المدينة القديمة يحكم مسيراً ومسيطراً عليىه من قبل القناصل الأوربيين .. وبالذات قناصل بريطانيا وفرنسا.. في حين كانت القبائل الليبية في حالة اقتتال دائم ضد بعضها البعض .. وأعمال السلب والسبي والنهب على أشدها.. ما كان يهم الغرب في ذلك الوقت هو السيطرة على الحاكم لضمان سلامة تجارتهم في المتوسط من أعمال القرصنة التي كانت تسيطر على الوضع العام في المنطقة وطرق التجارة مع أفريقيا، ما كان يهم الغرب ما كان الليبيون يفعلونه ببعضهم البعض.
يجب أن يعرف الجميع بأن هذه السياسة لم ولن تتغير.. ماذا عملت منظمات حقوق الإنسان إبان العهد القذافي الذي انتُهكت فيه الحرمات و الحريات بشتى الطرق؟ لا شيء. ماذا عملت أمريكا وأوربا لحماية الشعبى الليبي من الجور والقهر والتعسف؟ لا شيء.. بل بالعكس ، وقفت مع النظام الحاكم منذ البداية وحتي النهاية.. ولو لم تقم ثورة الشعب الليبي في 17 فبراير لكان سيف القذافي ينصب الآن وبمباركة غربية أمريكية رئيسا وقائدا للبلاد. لا يغرنكم تدخل أمريكا لصالح الثورة .. أمريكا ودول الغرب يحكمها عقلاء محنكين يفهمون أين تكون مصالحهم.. لم تكن ليبيا من ضمن مخططات ما يسمى بالربيع العربي.. بل كانت ثورة حقيقية عفوية فاجأت الغرب والشرق على حد سواء، بدأت باحتجاج الأهالى في بنغازي على الجريمة الشنعاء في حق شهداء أبي سليم.. وجدت أمريكا الشعب الليبي ضد رجلهم والنظام الذي أسسوه.. فوقفت مع الشعب الليبي لضمان وجود شخص آخر أو مجموعة أخرى موالية لهم في الحكم في المستقبل .. هكذا تفكر الحكومات الأخري التي ترعى مصالح بلادها. بعد النظر وبناء السياسة على أساس المستقبل البعيد .. وليس كما يحدث في بلادنا .. سياسة النظر تحت الأرجل .. والنظر يمينا وشمالا محدود بغطاء الأعين، كالذي يوضع على عيون الحمير.
ما العمل إذا بعد هذا الحديث الطويل الذي سيجده البعض مملا .. نحن نعلم بأن الغرب بقيادة أمريكا والصهيونية العالمية سوف لا تترك ليبيا لمصيرها للأسباب التي ذكرتها.. ولذا كان لزاما علينا أن نجد صيغة للتعايش السلمي.. لا جدوي من الشجاعة الجاهلة والتسرع والتهور.. فهذه السياسة أثبتت فشلها على مدى عشرات السنين الماضية. سياسة الانتحار ومقارعتهم بالسلاح مصيرها قتل الأبرياء وتمكين المستعمر من بقوة السلاح .. نحن لا نصنع سلاحنا بأيدينا ولا نسيطر على اقتصادنا ولا يمكننا حماية بلادنا الشاسعة بحفنة من الشجعان الجهلة . يجب علينا الالتفات إلى تربية أجيال المستقبل وتعليمهم التعليم العلمي والديني الصحيح و بناء دولة لهم تساعدهم في المستقبل على الوقوف ضد أي مستعمر ودخيل . يجب علينا التركيز على محو ما بقى من رواسب الأربعين سنة الماضية من أدمغة الأجيال الحالية وتفعيل القوانين الكفيلة بحماية البلاد من الخونة والمتسلقين وتجار المخدرات والسلاح.. يجب تفعيل المصالحة الوطنية العادلة التي تضمن حقوق ضحايا العصر القضافي بالكامل. يجب معاقبة كل من أساء إلي ليبيا والشعب الليبي بالقانون والمحاكم العادلة .. هناك الكثير الذي يجب أن نفعله.. ولن يحب أن نبدأ الآن بما ذكرت.. وما التوفيق إلا بالله العلي العظيم.
بقلم الأستاذ الدكتور فتحي أبو القاسم الغماري

قبل 17 فبراير .. ساد على غالبية الشعب الليبي الصمت.. لم يكن أحد في ليبيا قادراً على التفوه بكلمة تدل على تذمره من الواقع المرير الذي كان يعيشه المواطن.. حتى مع نفسه. لقد فقد المواطن الثقة حتى في نفسه، قبل أن يفقدها في الآخرين. كان يلتفت يمينا وشمالا ، وحتى خلفه ليتأكد بأنه وحده قبل أن ينطق بكلمة ضد النظام.. المثل السائد ( الحيطان ليها وذان .) كان يسود. انعدمت الثقة بين المواطنين بسبب سياسة التسلط و التسليط التي كان يتبعها النظام الأمني في البلاد.. تسليط الإبن على أبيه وأخيه وأخته وجاره ورفيقه في العمل.. الكل كان مطالبا بالتجسس على الكل والكل كانه يخاف من الكل. لهذه الأسباب كان الوضع في ليبيا مستقراً و الأمن من وجهة النظر الغربية مستتباً. كان هذه الوضع مواتيا للغرب .. ألم يكن معمر القذافي صنيعة أمريكا والغرب.. سواء وافق محبيه على ذلك أم لم يوافقوا؟
تغير الوضع الآن بمقدار 180 درجة.. لم يعد أحد يخاف من أحد.. الكل يتكلم والكل ينتقد.. والكل مسلح ، حتى من أطلق عليهم لقب الأزلام والمستفيدين من الوضع السابق وجدوا لأنفسهم بحيرة يسبحون فيها كيفما يشاؤون.. وفي كل الاتجاهات.. كل ما يتطلبه الأمر رفع علم الاستقلال والمناداة يحياة ثورة 17 فبراير المجيدة وشراء سلم للتسلق متناسين أنهم كانوا بالأمس القرب وقبيل تحرير طرابلس يدعون لربهم القائد الملهم بطول العمر.
المشكلة أنه مع وجود الحرية المطلقة لا توجد ديموقراطية حقيقية.
الصحافة والإعلام اللتان تحررتا سيطر عليهما كتاب قليلي الخبرة في السياسة و ملاك يتبعون تيارات سياسية أو دينية معينة .. لاتهمهم مصلحة ليبيا بقدر ما تهمهم مصالحم الخاصة أو مصالح جهات معينة لتحقيق أجندات معينة لقوي ( خفية) معينة. أما فيما يخص المواطنين ، فإنهم وجدوا أنفسهم يخوضون تجربة ديموقراطية لم يعرفونها من قبل.. وتم اختيار ممثليهم في المؤتمر العام عن طريق صناديق الاقتراع وبطريقة ديموقراطية ليجدوا أنفسم قد خدعوا ، وأن من تم انتخابهم يمثلون ثلاث أنواع من البشر.. النوع الأول من أزلام وأتباع النظام المنهار .. وهؤلاء تم اختيارهم على أساس جهوي وقبلي محض.. النوع الثاني حزبيين محنكين كانوا قد انخرطوا في العمل السياسي من قبل ولهم خبرة في الحديث والسيطرة على العقول، وهم قلة .. ولكن فعالة على أية حال. والنوع الثالث وهم الأغلبية، مهتمون بمصالحم الشخصية ومقيدون بعدم القدرة على اتخاذ قرارات مصيرية في صالح الشعب و غير قادرين على مناقشة وإيجاد الحلول لمشاكل ليبيا الطارئة .. ولم يستطيعوا مناقشة أي بند من جدول أعمال أي جلسة بتفاني و إخلاص باستثناء بند مرتبات وسيارات ومزايا أعضاء المؤتمر ومباشرة بعد انتهاء الانتخابات. أغلب الجلسات تفتقر إلى النصاب القانوني . وأنا أتساءل لماذا يتقاضون مرتباتهم ومكافآتهم وهم غائبون عن جلسات المؤتمر ..يسيحون في بلاد العالم بحجة لقاءات برلمانية ومؤتمرات لا تأتي بفائدة علي البلاد.. ولكن تنفق فيها الأموال الطائلة على رحلاتهم و وزياراتهم الغير مجدية.
ثلاث أجيال وجدت نفسها في وسط جديد ومحيط شاسع لم تتعود عليه طيلة 42 سنة ، بأدمغتهم التي تم غسلها وترترعت فيها أفكار هدامة مثل .. تصفية المعارضين وتشريد عائلاتهم والتنكيل بمن ينتقد القائد المعلم وتدمير منازلهم، وطرد من لم يعتقد بفكره الأخضر من الجامعات والمعاهد وتعليقهم في المشانق أو حرمانهم من أبسط حقوقهم المدنية والإنسانية.. احتلال البيوت والعمارات والاستيلاء على الشركات وطرد أصحابها والتصرف فيها بحماقة من قبل عمال أو موظفين حاقدين .. سياسة زرع الحقد التي لا زالت تعشش في الأدمغة مثلها مثل ما سبق أن وضحنا ..هي التي تسيطر الآن على المشهد في ليبيا. مليشيات ضد مليشيات وأحزاب ضد أحزاب وعصابات ضد عصابات. ترسبات 42 سنة لا يمكن أن تختفي .. ولا يجب أن نعتقد بأنها ستختفي بين ليلة وضحاها. سنضطر لتحمل تبعات ما حدث لجيلين، أو جيل على الأقل.. سيكون من المحتم علينا التعايش مع هذا الوضع لمدة قد تطول أو تقصر معتمدة على وعى وإدراك المتعلمين والمثقفين من سياسيي الداخل والخارج الذين لم يتأثروا بترهات القائد الملهم وعصره البغيض ولا يقعون تحت السيطرة الأجنبية .. عربية كانت أم غربية، وعلى مدى استعدادهم للتتضحية في سبيل بناء ليبيا الجديدة .. ليبيا دولة القانون .. ليبيا دولة الليبيين.. و تحت وابل من الإشاعات والفتنة والرصاص التي تنطلق في كل اتجاهات ومن أقلام وبنادق أشباه الثوار والمندسين والعملاء والخونة بكل اتجاهاتهم وأجنداتهم.
بقي أن أذكر بحقيقة هامة.. وهي أن ليبيا بلد يتوسط العالم القديم والحديث ، يربط أوربا بأفريقيا والمغرب العربي بمشرقه وموقعه يسيطر على البحر الأبيض المتوسط بأطول ساحل لأي دولة في المنطقة. تبقي ليبيا من ضمن خطط الغرب وأطماعه الآن وفي المستقبل، تماما كما كانت في الماضي البعيد والقريب. احتل سواحل ليبيا الفنيقيون والإغريق والرومان والبيزنطيون والعثمانيون وأخيرا الإيطاليون.. وستبقي ليبيا من اولوياتهم حتى بعد جفاف منابع النفط.. أردنا أم أبينا. لا يهمه الغرب أن يعيش الشعب الليبي في سلام مع بعضهم البعض أم يعيشون في حالة افتتال دائم. لنذكر فقط حالة ليبيا إبا الحكم القره مانللي على سبيل المثال .. كان الحاكم في القلعة في المدينة القديمة يحكم مسيراً ومسيطراً عليىه من قبل القناصل الأوربيين .. وبالذات قناصل بريطانيا وفرنسا.. في حين كانت القبائل الليبية في حالة اقتتال دائم ضد بعضها البعض .. وأعمال السلب والسبي والنهب على أشدها.. ما كان يهم الغرب في ذلك الوقت هو السيطرة على الحاكم لضمان سلامة تجارتهم في المتوسط من أعمال القرصنة التي كانت تسيطر على الوضع العام في المنطقة وطرق التجارة مع أفريقيا، ما كان يهم الغرب ما كان الليبيون يفعلونه ببعضهم البعض.
يجب أن يعرف الجميع بأن هذه السياسة لم ولن تتغير.. ماذا عملت منظمات حقوق الإنسان إبان العهد القذافي الذي انتُهكت فيه الحرمات و الحريات بشتى الطرق؟ لا شيء. ماذا عملت أمريكا وأوربا لحماية الشعبى الليبي من الجور والقهر والتعسف؟ لا شيء.. بل بالعكس ، وقفت مع النظام الحاكم منذ البداية وحتي النهاية.. ولو لم تقم ثورة الشعب الليبي في 17 فبراير لكان سيف القذافي ينصب الآن وبمباركة غربية أمريكية رئيسا وقائدا للبلاد. لا يغرنكم تدخل أمريكا لصالح الثورة .. أمريكا ودول الغرب يحكمها عقلاء محنكين يفهمون أين تكون مصالحهم.. لم تكن ليبيا من ضمن مخططات ما يسمى بالربيع العربي.. بل كانت ثورة حقيقية عفوية فاجأت الغرب والشرق على حد سواء، بدأت باحتجاج الأهالى في بنغازي على الجريمة الشنعاء في حق شهداء أبي سليم.. وجدت أمريكا الشعب الليبي ضد رجلهم والنظام الذي أسسوه.. فوقفت مع الشعب الليبي لضمان وجود شخص آخر أو مجموعة أخرى موالية لهم في الحكم في المستقبل .. هكذا تفكر الحكومات الأخري التي ترعى مصالح بلادها. بعد النظر وبناء السياسة على أساس المستقبل البعيد .. وليس كما يحدث في بلادنا .. سياسة النظر تحت الأرجل .. والنظر يمينا وشمالا محدود بغطاء الأعين، كالذي يوضع على عيون الحمير.
ما العمل إذا بعد هذا الحديث الطويل الذي سيجده البعض مملا .. نحن نعلم بأن الغرب بقيادة أمريكا والصهيونية العالمية سوف لا تترك ليبيا لمصيرها للأسباب التي ذكرتها.. ولذا كان لزاما علينا أن نجد صيغة للتعايش السلمي.. لا جدوي من الشجاعة الجاهلة والتسرع والتهور.. فهذه السياسة أثبتت فشلها على مدى عشرات السنين الماضية. سياسة الانتحار ومقارعتهم بالسلاح مصيرها قتل الأبرياء وتمكين المستعمر من بقوة السلاح .. نحن لا نصنع سلاحنا بأيدينا ولا نسيطر على اقتصادنا ولا يمكننا حماية بلادنا الشاسعة بحفنة من الشجعان الجهلة . يجب علينا الالتفات إلى تربية أجيال المستقبل وتعليمهم التعليم العلمي والديني الصحيح و بناء دولة لهم تساعدهم في المستقبل على الوقوف ضد أي مستعمر ودخيل . يجب علينا التركيز على محو ما بقى من رواسب الأربعين سنة الماضية من أدمغة الأجيال الحالية وتفعيل القوانين الكفيلة بحماية البلاد من الخونة والمتسلقين وتجار المخدرات والسلاح.. يجب تفعيل المصالحة الوطنية العادلة التي تضمن حقوق ضحايا العصر القضافي بالكامل. يجب معاقبة كل من أساء إلي ليبيا والشعب الليبي بالقانون والمحاكم العادلة .. هناك الكثير الذي يجب أن نفعله.. ولن يحب أن نبدأ الآن بما ذكرت.. وما التوفيق إلا بالله العلي العظيم.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق