التسميات

الجمعة، 28 فبراير 2014

بدأت ثورات ما يسمى بالربيع العربي برفع شعار ( الشعب يريد إسقاط النظام ).. وكانت فرحتي عندما خرج شباب بن عاشور في طرابلس يهتفون يرددون نفس الهتاف.. ونزلت دموعي عندما رأيت شبابا في عمر الورد يجري في الشارع ويهتف وبعضهم يبكي من شدة التأثر ويرى في التغيير تغييرا لمستقبله ومستقبل الأمة برمتها. ( الشعب يريد إسقاط النظام) هذا ما كانوا يرددون وهم مقبلين على الموت بصدور عارية في مواجهة قوات من عبدة الطاغوت التي آلت على نفسها كسر شوكة الشعب وتدمير الأحرار وتسميتهم الجرذان كما أمرهم ربهم الفاني الطاغية الكافر بنعمة الله وقاهر الشعب الأوحد. بعض هؤلاء الشباب لم أرهم يعودون من رحلتهم إلى ميدان الشهداء وميدان الجزائر. وشباب آخرون خرجوا إلى الجبهات في مجموعات متلاحقة يطلبون الحرية أو الموت ليبقى باقي الشعب حر أبي.. فضحوا بأرواحم واستشهد أو اختفى وجرح عشرات الآلاف منهم.. لماذا لأنهم أرادوا إسقاط النظام.. و النظام المقصود كان ولا يزال إسقاط نظام حكم الطاغية وزبانيته الجبناء خونة الشعب .. خونة أهليهم وذويهم.. ولكن ماذا حدث بعد التحرير؟؟!! خرج علينا أناس أسقطوا النظام .. والنظام المقصود هنا هو النظام الذي ينظم حياة الناس في بيوتهم وفي المكاتب وفي الشوارع وأماكن لعمل والانتاج.. ( إسقاط النظام ) طبقوه بطريقة خاطئة أدت إلى اختلال النظام العام.. الموظفون .. كثير منهم لم يباشروا أعمالهم حتى الآن، إما لأنهم كانوا يتقاضون رواتب بدون وظيفة.. فقط على الورق.. أو لأنهم كانوا من أزلام القذافي ويخافون على أنفسهم لأنهم يعرفون أنهم كانوا خاطئين، فمنهم هرب ومنهم من اختفى داخل ليبيا .. أما الباقي الذين لم يحاربوا.. لم يحملوا بندقية ولم يحتجوا ضد النظام البائد فهم الآن المستمتعين بالحرية التي فهموها غلط.. فحطموا قوانين المرور.. يدخلون الشارع الممنوع في الطريق المعاكس أو يقطعون الضوء الأحمر عند تقاطع الطرق ويقفلون عليك الطريق فلا تستطيع أن تكلم أحد منهم وإلا ساقوا إليك الإهانات.. ومنهم من ينظر إليك مبتسما ويرفع علامة النصر الذي على الأرجح لم يشارك فيه.. ويكأنه يعنى النصر على النظام العام والقانون. المقاتلون الحقيقيون يعون معنى تغيير النظام.. منهم من استشهد ومنهم من رجع إلى بلد دراسته أو البلد الذي يعيش فيه ( فكثير من الليبيين جاءو من الخارج وشاركوا في معارك التحرير أو عملوا كأطباء على الجبات وفي مصراته والزنتان وبنغازي. من تبقى لنا .. أؤلئك الذين لم يحاربوا ولا يزالون يسقطون النظام العام.. فمتى نتعلم؟ أم علينا فعلا أن نقول على الدنيا السلام و دماء الشهداء ضاعت هباء؟؟؟!!!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق