التسميات

الاثنين، 24 نوفمبر 2014

السفينة الضائعة

السفينة الضائعة.. بقلم فتحي الغماري

كانت السفينة تبحر في بحر لجي.. بالكاد تتحرك  بالرغم من إمكانياتها الضخمة.. حمولتها بشر وقبطانها رجل شديد اتسم بقسوة القلب .. ملامحه شيطانية قلما شوهد يبتسم ، اللهم إلا في أوقات معينة. كان بحارته من نوع خاص من المريدين والمتملقين، لا يتورعون عن عمل أي شيء مشين إرضاءَ لنزواته الشيطانية.. بإشارة منه كانوا يلقون بأي راكب من على ظهر السفينة في البحر الهائج وبدون معرفة السبب، يكفي أن يكون القبطان قد غضب. هذا القبطان الذي لم يكن له هدف سوى أن يكون سيد البحار، ولو على حساب أشلاء وأرواح الركاب. لم يكن لأحد رأي ولم يملك أي منهم حق الاعتراض.. لم تكن لهم قيمة كبرى لدي القبطان عدي الطاعة العمياء لأوامره الغير قابلة للنقاش فوزعت عليهم أرقاما وتم طمس الأسماء، اللهم إلا من سجلات القبطان الرقابية الصارمة. حتى بحارته المخلصين لم تعرف أسماؤهم إلا من خلال نزواتهم ومغامراتهم وتسلطهم. كانت لديهم أرقاما أيضا مهما كانت درجاتهم على سلم القبطان.

وفي وقت من الأوقات ثارت حمولة السفينة من الركاب على القبطان وأعوانه من البحارة، فصال هؤلاء وجالوا يتفننون في طرق القضاء عليهم.. وتدخلت سفن أخرى كانت في الجوار ووقفت على جانب الركاب الغاضبين.. وساهمت في قتل القبطان وبعضا من أعوانه البحارة، وفرح من كان على السفينة من غير البحارة.. ولكن لم تدم الفرحة.. فلا السفينة عدلت مسارها و أبحرت إلى  الأمام ، ولا البشر المحررون استطاعوا التحكم فيها .. فإذا بالدفة موضع صراع شرس.. من يتحكم في الدفة ؟ هل هم البحارة المتمرسون أم بعض من حمولة السفينة.. البشر الغاضبين ؟ في خضم الأحداث وقبل موت القبطان تسلل إلى السفينة البعض من سفن أخرى ومراكب في الجوار، لهم أيضا رغبة جامحة في السيطرة على الدفة.

وظلت السفينة واقفة، بل كانت ترجع إلى الخلف في اغلب الأوقات.. تكسرت الصارية وضاعت البوصلة.. حتى النجوم حجبتها الغيوم.
بقلم فتحي الغماري

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق