التسميات

الجمعة، 12 سبتمبر 2014

رسائل إلى الله


رسائل إلى الله ...... قصة رائعة ومؤثرة جداً ..
=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=

استقيظت الام مبكرة كعادتها هي وابنتها الصغيرة " ريم " .. وقد اعتادت ان تجلس في غرفتها لكتابة بعض الخواطر .. وكانت في كل مرة تسألها ابنتها : ماما ماذا تكتبين ؟
وتكون الاجابة من الام : اكتب رسالة إلى الله.
فتطلب منها طفلتها ان تسمح لها بقراءتها ، ويكون الرد: لا حبيبتي , هذه رسائلي الخاصة ولا احب أن يقرأها أحد.
فتخرج ريم من غرفة امها وهي حزينة, لكنها اعتادت على ذلك .. فالرفض كان باستمرار..

وبعد عدة أسابيع ...

دخلت الام إلى غرفة ريم ولأول مرة ترتبك ريم لدخول امها عليها ...

فاستغربت الامر ارتباك ابنتها فسألتها : ريم .. ماذا تكتبين ؟

زاد ارتباك الصغيرة .. وردت: لا شئ ماما ، إنها أوراقي الخاصة ..
فأنا اكتب رسائل إلى الله كما تفعلين.. ولكن هل يتحقق كل ما نكتبه ماما؟

ردت الأم: طبعا يا ابنتي فإن الله يعلم كل شئ .

خرجت الام من الغرفة واتجهت إلى زوجها المقعد ولكن ذهنها شارد مع صغيرتها .

لاحظ الزوج شرود زوجته وظن بأن مرضه هو سبب حزنها .. فحاول إقناعها بأن تجلب له ممرضة .. كي تخفف عنها هذا العبء..

في اليوم التالي وعندما عادت ريم من مدرستها كان الطبيب في البيت فهرعت لترى والدها المقعد وجلست بقربه تواسيه بمداعباتها وهمساتها الحنونة.

اوضح الطبيب للزوجة سوء حالة زوجها وانصرف ، تناست الام أن ريم ما تزال طفلة , ودون رحمة صارحتها بأن الطبيب أكد لها أن قلب والدها الكبير الذي يحمل لها كل هذا الحب بدأ يضعف كثيرا وانه لن يعيش لأكثر من ثلاث أسابيع .

انهارت ريم ، وظلت تبكي وتردد : لماذا يحصل كل هذا لبابا ؟ لماذا؟

قالت لها امها بصوت حزين : ادعي له بالشفاء يا ريم, يجب أن تتحلي بالشجاعة ، ولا تنسي رحمة الله ، انه القادر على كل شئ .. فأنت ابنته الوحيدة ..

أنصتت ريم إلى أمها ونسيت حزنها وداست على ألمها وتشجعت وقالت: لن يموت أبي.

وفي كل صباح كانت تقبل ريم خد والدها الدافئ , ولكنها ذات يوم عندما قبلته نظرت إليه بحنان وتوسل.
وقالت : ليتك توصلني يوما مثل صديقاتي .. فغمره حزن شديد فحاول اخفاءة ولكن دموعه غلبته .

فقال لها: إن شاء الله سيأتي يوما واوصلك فيه يا ريم ، قالها وهو واثق أن أعاقته لن تكمل فرحة ابنته الصغيرة..

أوصلت الام ابنتها إلى المدرسة , وعندما عادت غمرها فضول لترى الرسائل التي تكتبها ريم إلى الله , بحثت كثيرا في غرفتها حتى عثرت عليها ، فقد وجدت الام رسائل كثيرة ... وكلها إلى الله!

• يا رب ... يا رب ... يموت كلب جارنا سعيد , لأنه يخيفني!!

• يا رب ... قطتنا تلد قطط كثيرة .. لتعوضها عن قططها التي ماتت !!!

• يا رب ... تكبر أزهار بيتنا بسرعة , لأقطف كل يوم زهرة وأعطيها لمعلمتي!!!

والكثير الكثير من الرسائل الأخرى ، وكلها بريئة...

وقد كانت كل الرسائل مستجابة ..

• فقد مات كاب الجيران !

• والقطة اصبح لديها صغارا !

• وكبرت الأزهار , واصبحت ريم تأخذ كل يوم زهرة إلى معلمتها ...

ولكن ما اثار حفيظة الام ان ريم لم تكتب رسالة واحدة تدعو فيها الله أن يشفى والدها ليرتاح من عاهته ؟؟!! ....

شردت الام ولم يقطع هذا الشرود إلا رنين الهاتف فقد نادتها الخادمة : سيدتي ، انه اتصال من المدرسة ...

وكم كانت الفاجعة .. فقد اخبروها أن ريم وقعت من الدور الرابع وهي في انتظار معلمتها لتعطيها الزهرة .. وهي تطل من الشرفة ... وقعت الزهرة ... ووقعت ريم ...

كانت الصدمة قوية جدا لم يتحملها والدا ريم ... ومن شدة الصدمة لم تستطع الام استيعاب فكرة وفاة ابنتها الحبيبة...

فكانت تفعل كل شئ تحبه صغيرتها , كل زاوية في البيت تذكرها بها , رنين ضحكاتها التي كانت تملأ البيت بالحياة ... مرت سنوات على وفاتها .. وكأنه اليوم ...

وفي صباح ذات يوم أتت الخادمة وهي فزعة وتقول! أنها سمعت صوت صادر من غرفة ريم... يا الهي هل يعقل أن ريم عادت ؟؟ هذا جنون ...

فقالت للخادمة أنت تتخيلين ... لم تطأ قدم هذه الغرفة منذ أن ماتت ريم..

أصر الزوج على أن تذهب وترى ماذا هناك..

وضعت المفتاح في الباب فانقبض قلبها ... فتحت الباب فلم تتمالك نفسها ..

جلست تبكي ... ورمت نفسها على سريرها , انه يهتز .. فتذكرت !!

لقد قالت لها مرارا انه يهتز ويصدر صوتا عندما تتحرك , ونسيت الام أن تجلب النجار كي يصلحه لها ... ولكن لا فائدة الآن ...

لكن ما الذي اصدر الصوت .. نعم انه صوت وقوع اللوحة التي زينت بآيات الكرسي التي كانت تحرص ريم على قراءتها كل يوم حتى حفظتها .. وحين رفعتها كي تعلقها وجدت ورقة بحجم البرواز وضعت خلفه !!

يا إلهي إنها إحدى رسائل ريم .....

ترى ... ما الذي كان مكتوب في هذه الرسالة بالذات .. !!؟

ولماذا وضعتها ريم خلف الآية الكريمة .. ؟!؟

إنها إحدى الرسائل التي كانت تكتبها ريم إلى الله وكان مكتوباَ فيها :

يا رب ... يا رب ... أموت أنا ويعيش بابا ... !!
 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق