بسم الله الرحمن الرحيم
إلى من يهمه الأمر :
يعتبر استخدام التبغ بكافة أشكاله مشكلة صحية عالمية , وقد ثبت علمياً أن استخدام التبغ وخاصة تدخين السجائر
سبب رئيسي لأمراض قاتلة كأمراض القلب والأوعية الدموية و الأورام , وجلطة المخ كما أنه سبب في { 25 } مرض أخر وهو بذلك أكبر سبب مفرد للمرض والوفاة يمكن منعه .
فالسيجارة هي السلعة الوحيدة التي تقتل مستهلكها إذا ما استخدمها
وفقاً للأسلوب الذي إرادة مصنعوها ، حيث تعزي منظمة الصحة العالمية 5 مليون حالة
وفاة سنوية في العالم إليها , وسيكون هذا الرقم 10 مليون شخصاً بحلول عام
2030 إفرنجي , 70% منهم من الدول النامية , وفقاً لاتجاهات الاستهلاك الحالية .
و تتكون السيجارة من مجموعة من مواد ضارة مثل النيكوتين وهي مادة سامة وتسبب الإدمان , والقطران وهي
مادة صمغية سوداء تستخدم في صناعة الطلاء ,
و أول أكسيد الكربون الذي هو نفس الغاز الذي ينبعث من عادم السيارات وتسبب هذه المواد مجتمعة عدد كبير من الأمراض
منها : ـ
¨
سرطان الرئة
¨
سرطان الحنجرة
¨
سرطان الفم واللثة
¨
جلطة المخ
¨
جلطة القلب
¨
انسداد شرايين الأطراف والغارغرينا
¨
سرطان البلعوم والمريء
¨
أورام المثانة وسرطان الكلى
¨
قرحة المعدة والثني عشر
¨
الإجهاض عند الحوامل
¨
العجز الجنسي
¨
الشيخوخة المبكرة
ولهذا فإن إستخدام التبغ بما يترتب عليه من أثار صحية يؤدي إلى تشكيل ضغط مستمر لطلب
الرعاية الصحية واستنزاف الموارد على مستوى الدولة في العلاج وصرف الأدوية
بالإضافة إلى ما يتطلبه من مصروفات غير
متوقعة تتكبدها الأسر , كما يستنزف استخدام التبغ جزءً كبيراً من موارد الأسرة
ويؤدي بالتالي إلى خسائر اقتصادية للمجتمع وما يترتب عل ذلك من
المشاكل الاجتماعية كما يؤدي استخدام التبغ وخاصة عند فئة الشباب إلى
الإدمان على غيره من المؤثرات العقلية , حيث أنه الخطوة الأولى في اتجاه الإدمان
عليها, وقد تم إدراج التبغ كمادة تسبب
الإدمان في التصنيف المعد من منظمة الصحة العالمية , حيث أن العلامات التي تؤكد إدمان التبغ تماثل
تماماً العلامات التي تؤكد الإدمان على المواد الأخرى بما في ذلك المخدرات غير
المشروعة.
فالتدخين آفة خطيرة من آفات العصر يقتنيها الإنسان بإرادته
ويقتطع ثمنها من قوته وعلى حساب أفراد أسرته .
ويرتفع استهلاك السجائر سنة بعد أخرى مما يعني أنه ستزداد في
السنوات المقبلة أعداد الذين يتعرضون لخطر المرض و الوفاة والإعاقة من جراء الأمراض
التي يسببها التبغ مثل الأمراض القلبية الوعائية والسرطان التي تعد الأسباب الرئيسية في الوفاة في معظم
البلدان ومنها ليبيا . وتقترن زيادة إنتشار هذه الأمراض مع تزايد إنتشار وباء
التدخين .
ويمثل قيام المدخنين بالتدخين في وجود غيرهم من غير المدخنين
الذين يمثل أغلبهم النساء والأطفال , ظاهرة تعرض غير المدخنين إلى أمراض
لا تقل خطورة عن تلك التي يتعرض لها المدخنين وقد عرف هذا النوع من التدخين
بأنه التدخين من خلال البيئة أو التدخين {السلبي } .
وقد رسمت الشركات المصنعة للسجائر خطط تهدف من وراءها إلى
الإيقاع بعدد جديد من المدخنين كل عام قصد
الكسب الإثراء على حساب صحتهم , ولهذا فهي تضع هدفها دائما فئة الشباب قصد تعويض
العدد الذي يفقد نتيجة الوفاة , كما أنها بدأت في التركيز على العنصر النسائي .
ولقد اتخذت
أغلب دول العالم إجراءات فعالة أدت إلى التضييق على الشركات
المصنعة ومقاضاتها وسن القوانين التي تحد من التدخين فى جميع الأماكن العامة
ووسائل الموصلات وتعاقب مخالفيها , وبذلك بدأت شركات إنتاج التبغ فى هذه الدول فى
حزم حقائبها فى اتجاه الدول النامية التي تجدها أرضيه خصبة لهذه التجارة قصد حصد
الأرباح على حساب صحة الإنسان وحياته .
وفي ليبيا , يمكن ملاحظة انتشار استخدام هذه الآفة وتزايد حجم استهلاكها بانتشار محلات بيع السجائر التي
أصبحت للأسف تضاهي عدد محلات المواد الغذائية بل وتشترك معها إضافة إلى ذلك في نفس المحلات
مع عدم وجود أي ضوابط تتعلق بمكافحة استخدامه , وتشكل الأمراض التي تعزى
إلى استخدام التبغ وهي أمراض القلب والأوعية الدموية والأورام نصف حالات الوفيات في
ليبيا , وقد أثبتت نتائج مسح إستخدام التبغ بين الشباب الذي أجرى في ليبيا خلال
العام 2003 ف وشمل الطلبة ممن أعمارهم من 13 إلى 15 سنه الآتي : ـ
% 14.8 من الطلبة قد جربوا
استخدام نوعاً من أنواع التبغ.
14.6
% من الطلبة يستخدمون أحد أنواع التبغ حاليا.
6 %
من الطلبة يدخنون السجائر حاليا.
40 % من
الطلبة يعيشون في منازل بها مدخنين .
32% من الطلبة أحد والديهم يدخن .
80 % من
الطلبة المدخنين يرغبون الإقلاع عن التدخين .
27 % من الطلبة يشترون السجائر من المحلات مباشرة دون أن
يرفض بيعهم لصغر سنهم .
وقد جاءت مصادقة ( مؤتمر الشعب العام ) قيب الثورة على معاهدة
منظمة الصحة العالمية الإطارية لمكافحة
التبغ إدراكاً منها لحجم المخاطر الناجمة عن إنتشار هذه الآفة
وبما إن مسؤولية المجتمع أن يتخذ كافة الإجراءات الكفيلة
بحماية الأجيال الحالية و القادمة والحد
من إنتشار استخدام التبغ بكافة أنواعه والحيلولة دون تناول الشباب للسيجارة الأولى
بكافة الوسائل الممكنة لتجنب الخسائر
البشرية المؤكدة ولآثار الصحية والاقتصادية والاجتماعية المدمرة , الناتجة عن استخدامه وحماية غير المدخنين من
الآثار المترتبة على ذلك فإن الجمعية
الليبية لمكافحة التدخين توجه هذا النداء
الذي تأمل فيه تكاثف كافة الجهود وعلى كل
المستويات لمجابهة هذا الخطر والوقاية من أثاره , ولا تقل مسؤولية المدخنين عن
غيرهم فهم أول ضحايا هذا الوباء ويحتم عليهم الواجب العمل على منع غيرهم من
الوقوع في فخ الإدمان به , إبتداءً من أبنائهم
إلى غيرهم من أفراد المجتمع , كما
يلزمهم الواجب عدم تعريض غيرهم لدخان سجائرهم .
الأستاذ فتحي أبو القاسم الغماري
الجمعية الليبية لمكافحة التدخين
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق